على وقع تصريحات متكررة لمسؤولين في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا حول تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها البلاد في 18 يونيو المقبل، بات السؤال المطروح في الأوساط السياسية هل من الممكن أن يتمّ إجراء تلك الانتخابات بالفعل قبل موعدها المحدد.
وقال متّه كاآن كاينار، الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة هجي تبة التركية إن “تقديم موعد الانتخابات أمر ممكن ووارد لعدّة أسباب أبرزها العطلة الصيفية وتزامن الموعد المحدد مسبقاً للانتخابات مع عيد الأضحى”.
وأضاف أن “الانتخابات في يونيو تتزامن كذلك مع عطلة الجامعات والمنشآت التعليمية، ولهذا يسافر الكثير من الناس من المدن إلى الأرياف، ولذلك يحاول التحالف الحاكم إجراء الانتخابات قبل انتقال الناس إلى بلداتهم وقراهم وقبل انتهاء الجامعات وموسم الحصاد.. خاصةً وأن قانون الانتخابات الجديد يمنع المواطنين من المشاركة في الانتخابات إذا كانوا قد غيّروا عناوين سكنهم قبل موعد الانتخابات بمدّة تقل عن 3 أشهر”.
كما كشف الأكاديمي التركي عن سببين آخرين حول رغبة التحالف الحاكم بإجراء الانتخابات قبل موعدها المحدد.
وقال في هذا الصدد إن “الدستور الحالي يمنع ترشيح الرئيس لأكثر من دورتين، لكن في حال أجريت الانتخابات قبل موعدها يمكن للرئيس الفائز مرتين بالرئاسة المشاركة في الانتخابات للمرة الثالثة، ولهذا السبب قد يلجأ التحالف الحاكم إلى إجراء الانتخابات قبل يونيو”.
وأضاف أن “السبب الثاني متعلق بيوم تاريخي في تركيا وهو 14 مايو من العام 1950 حين أطاح الحزب الديمقراطي بحزب الشعب الجمهوري الذي يعد اليوم حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، ولذلك قد يختار التحالف الحاكم هذا اليوم الرمزي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة”.
وبحسب مسؤولين من التحالف الحاكم، قد يتمّ تقديم موعد الانتخابات إلى الفترة الممتدة بين أواخر إبريل ومنتصف مايو عوضاً عن الموعد المقرر 18 يونيو.
وكان مسؤول بارز من الحزب الحاكم قد أعلن يوم الاثنين الماضي عن رغبة التحالف الحاكم بتقريب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، ليكون بعد شهر رمضان وقبل الموعد المحدد مسبقاً في يونيو المقبل.
وقال إركان كانديمير نائب الرئيس التركي في حزب “العدالة والتنمية” خلال مقابلة تلفزيونية إنه “من الممكن إجراء الانتخابات بعد عيد الفطر من دون أن ننتظر حتى شهر يونيو”.
كما كشف عن أسباب تجعل تقديم موعد الانتخابات أمراً معقولاً، مضيفاً أن “تغيير موعد الانتخابات يهدف إلى إمكانية وصولٍ واسع النطاق لصناديق الاقتراع”.
وتابع المسؤول التركي القول إن “موعد الانتخابات المقررة في يونيو تتزامن مع عطلة الصيف التي يغادر خلالها الكثير من سكان المدن إلى بلداتهم وقراهم، ولهذا نسعى لأن ينتهي الاستحقاق الانتخابي قبل يونيو”.
وجاءت تصريحات نائب الرئيس التركي بعد مرور نحو أسبوع من تصريحاتٍ مماثلة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار فيها إلى أنه “قد يتم تبكير موعد انتخابات 2023 قليلاً لمراعاة الظروف الموسمية” دون أن يقدّم مزيداً من التفاصيل.
