دعت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان #الأردن لإعادة النظر في قانون الجرائم الإلكترونية، الذي أثار غضبا شعبيا في المملكة.
يأتي ذلك بعد أيام من إصدار الملك عبد الله الثاني مرسوماً بالموافقة على مشروع قانون “الجرائم الإلكترونية” الذي أثار جدلاً واسعاً في البلاد مؤخراً، حول “العقوبات المشددة” الواردة فيه، فيما شهدت منصات التواصل الاجتماعي ردود أفعال واسعة عقب المرسوم.
يأتي حديث الملك بعد أيام قليلة من مصادقته على مشروع قانون “الجرائم الإلكترونية”، والذي أثار جدلاً واسعاً في البلاد؛ إذ عده البعض “تضييقاً على الحريات”.
وفي سياق متصل، قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأربعاء، إن “الموافقة السريعة على التشريع الذي قُدم إلى البرلمان في 15 يوليو/تموز، وتمريره في 2 أغسطس/آب وموافقة الملك عليه في 12 أغسطس/أب، يثير مخاوف بشأن الشفافية والمشاركة”.
كما دعت المفوضية، في بيان على لسان متحدثتها ليز ثروسل، السلطات الأردنية إلى “إعادة النظر في هذا التشريع بهدف ضمان الامتثال للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه الأردن”.
ونشر القانون بالجريدة الرسمية يوم الأحد، لكنه يحتاج 30 يوماً حتى يدخل حيز التنفيذ، وفق مراسل الأناضول.
يتألف القانون من 41 مادة، إلا أن المواد 15 و16 و17 كانت الأكثر جدلاً؛ لما احتوته من “عقوبات مشددة” تتعلق باستخدام الفضاء الإلكتروني.
عقوبات حبسية وغرامات
تفرض المادة 15 من مشروع القانون “عقوبات بالحبس والغرامة على أفعال عدة؛ منها إرسال أو إعادة إرسال أو نشر الأخبار الكاذبة قصداً، أو قدح أو ذم أو تحقير أي شخص عبر الشبكة المعلوماتية أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي”.
كما تنص عقوبة المادة 15 بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر، وبغرامة تتراوح بين 5 آلاف و20 ألف دينار (نحو 7 آلاف ـ 28 ألف دولار) عقب تخفيضها من 40 ألف دينار (نحو 56 ألف دولار).
وقال العاهل الأردني، خلال لقاء مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إنه وجّه الحكومة إلى مراجعة مشروع قانون ضمان حق الحصول على المعلومات “بما يكفل حق الجميع في الحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة وبشكل سريع مما يساهم في الرد على الإشاعات والأخبار الكاذبة”.
في إطار الحديث عن قانون الجرائم الإلكترونية، أكد الملك عبد الله الثاني أن “مكافحة هذه الجرائم يجب ألا تكون على حساب حق الأردنيين في التعبير عن رأيهم أو انتقاد السياسات العامة”. وتابع: “كلنا متفقون على ضرورة مواجهة الإساءات التي تخالف الأخلاق والقانون عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
كما اعتبر الملك عبد الله الثاني أن “تطبيق قانون الجرائم الإلكترونية سيكون العامل الحاسم في الحكم عليه ومراجعة بعض بنوده، بالتعاون مع الجميع، كما هو الحال في باقي التشريعات”.