أثار وزير الدولة الفرنسي لشؤون المحاربين القدامى فكرة العمل على مؤسسة لـ الحركيين الجزائريين الذين قاتلوا في صفوف القوات المسلحة الفرنسية خلال حرب استقلال #الجزائر، والذين أُجبر أفراد أسرهم وأحفادهم على العيش في ظروف مزرية عندما جاؤوا إلى فرنسا.
والحركيون مقاتلون سابقون يصل عددهم إلى 200 ألف جندوا في صفوف الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر بين العامين 1954 و1962.
الحركيين الجزائريين وعائلاتهم يطالبون منذ فترة طويلة الحكومة الفرنسية بالاعتراف بدورهم في الجيش الفرنسي وتعويضهم عن الظروف المزرية التي قوبلوا بها عند وصولهم إلى فرنسا.
وقالت باتريشيا ميراليس، في حديثها في اليوم السنوي لتكريم الحركيس، يوم الاثنين إنها ستكلف المفتشية العامة للقوات المسلحة الفرنسية بوضع خطة لمؤسسة للجنود الجزائريين الذين تم التخلي عنهم بشكل أساسي بعد نقلهم إلى فرنسا بعد استقلال الجزائر. – غالباً ما يُتركون في مخيمات مؤقتة ليعيشوا في ظروف رهيبة.
وقال ميراليس في ليزانفاليد في باريس: “قررت تبني هذه الفكرة” التي تأتي من العديد من مجموعات الدفاع عن حقوق الحركيين، مضيفة : “إنه اعتبار يستحق أن يتم القيام به بفارق بسيط وعمق”.
من شأن المؤسسة أن تسمح بمعرفة تاريخ الحركيين ومساهمتهم في الجيش الفرنسي بشكل أفضل في فرنسا.
ولطالما طالبت الجمعيات بالاعتراف والتعويضات، وطلب الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي التزم بزيادة الاعتراف، العفو باسم فرنسا في عام 2021.
وفي عام 2022، دخل حيز التنفيذ قانون يعزز الاعتراف بأهمية الحركيين للدولة، مما أدى إلى إنشاء لجنة وطنية للتعويضات بميزانية قدرها 300 مليون يورو.
وقال ميراليس إن أكثر من 10 آلاف طلب تمت الموافقة عليها منذ ذلك الحين بمتوسط 8500 يورو لكل منها، لكن البعض غير راضٍ عن البرنامج.
وقال عبد القادر مختاري، من تجمع العدالة الوطنية للحركيين ومنظمة تجمع الحركيين، لإذاعة فرنسا الدولية ، إن “خطة التعويضات المقترحة ليست مرضية” .
وأضاف مختاري أن المبلغ المالي لا يكفي لتعويض المعاناة، وينتهي به الأمر إلى مجرد “صدقة”.
ويعترف جان ماري بوكيل، رئيس لجنة التعويضات، بأن المبالغ المالية المدفوعة منخفضة، لكنه قال لإذاعة فرنسا الدولية إن الفكرة تتمثل في تقديم “تعويضات مبدئية”.
وقال بوكيل: “ما أسمعه – وأقوله بنفسي – هو أن هذا الأمر لا يمكن إصلاحه”، مضيفاً أنه سيتم تقديم ذلك في التقارير المستقبلية إلى اللجنة.
كما يستنكر الحركيون الوصمة المرتبطة بمجتمعهم، كما توضح جميلة أيواز، من مجموعة النساء المنحدرات من الحركيين، “النساء الغاضبات”.
وقالت لإذاعة راديو فرنسا الدولي ” RFI”:”يقول لنا بعض الناس: عودوا إلى منازلكم، أنتم لا تنتمين إلى هنا”ن مضيفة “إنهم يهينوننا، والدولة لا تفعل شيئًا حيال ذلك. لقد طالبنا بفرض عقوبات على هذا الأمر، لكن لم يحدث شيء”.
ميراليس، التي بحسب سيرتها الذاتية المنشورة على موقع وزارة الدفاع هي نفسها ابنة أشخاص أعيدوا من الجزائر، أكدت يوم الاثنين أن الدولة تعترف بـ”الضيق والصعوبات” التي يواجهها الحركيون.