اعتبر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الثلاثاء، أن أعداء تل أبيب يعتبرون أزمتها الداخلية “مرحلة أولى من تفكك إسرائيل”.
وقال هرتسوغ في مراسم حكومية بمناسبة مرور 50 عاما على حرب أكتوبر 1973: “في خضم هذا اليوم المقدس (يوم الغفران اليهودي) بعد 50 عاما بالضبط من بدء الحرب، رأينا في أول مدينة عبرية على الإطلاق مثال مؤلم ومحزن للطريقة التي يتصاعد بها صراعنا الداخلي ويصبح أكثر تطرفا”.
وكان هرتسوغ يشير إلى اندلاع مواجهات وأعمال شغب بمدينة تل أبيب وسط إسرائيل خلال احتفالات “يوم الغفران”، الإثنين، حيث تصدى مواطنون لمحاولات جماعات متشددة للفصل بين المصلين اليهود الرجال والنساء في الساحات العامة.
ونقلت النسخة الإلكترونية لصحيفة “هآرتس” العبرية عن هرتسوغ قوله: “أعداء إسرائيل يتحدثون عن هذا مرارا وتكرارا ويشيرون إلى أزمتنا الداخلية على أنها المرحلة الأولى من تفكك إسرائيل”.
وتابع: “رغم أنهم مخطئون تماما، إلا أنه يجب علينا أن نعود إلى رشدنا ونخفض لهجتنا ونستمع ونتواصل وننهي الأزمة الداخلية التي نعيشها من خلال الحوار”.
وندد الرئيس الإسرائيلي بـ”الانقسام والاستقطاب والنزاع الذي لا نهاية له”.
وجاءت تصريحات هرتسوغ على وقع انقسام مجتمعي كبير مع مضي حكومة بنيامين نتنياهو بإقرار تشريعات لتعديل النظام القضائي تقول إنها تهدف لإعادة التوازن بين السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، فيما تصفها المعارضة بـ”الانقلاب” وتقول إنها “ستدمر الديمقراطية” وتنظم تظاهرات ضدها منذ بداية العام الجاري.
وكانت الحكومة والمعارضة تبادلتا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الاشتباكات التي وقعت في تل أبيب.
والاثنين كتب نتنياهو في تغريدة على منصة “إكس”: “يبدو أنه لا توجد حدود للكراهية من جانب متطرفي اليسار، وأنا مثل معظم المواطنين الإسرائيليين، أرفض ذلك. مثل هذا السلوك العنيف ليس له مكان بيننا”.
ورد عليه زعيم المعارضة يائير لابيد في تغريدة على منصة “اكس”، الإثنين: “في نهاية يوم الغفران، لا ينبغي لرئيس الوزراء أن يزيد من التحريض والنزاع، بل يجب أن يحاول تهدئة الأنفس”.
ولكن في المراسم الحكومية التي جرت الثلاثاء، قال نتنياهو: “خلال حرب عام 1973، أثبت الجمهور الإسرائيلي، سواء أكان علمانيا ومتدينا، يسارا ويمينا، يهودا وغير اليهود، أن لديه قواسم مشتركة أكثر مما يفرقه”.
وأضاف: “إذا فُرضت حرب على إسرائيل اليوم، فإن القيم المشتركة ستدوس على ما يفرقنا، لأنه، عندما نخضع للاختبار، نعلم جميعا أننا شعب واحد، بلد واحد، جيش واحد، ماض واحد، ومستقبل واحد مشترك لنا جميعا بلا شك”، وفق ما نقلته عنه “هآرتس”.
ومن جهته، قال وزير الدفاع يوآف غالانت في ذات الحفل: “في هذه الأيام بشكل خاص يجب أن نتذكر أننا إخوة، وأن إسرائيل تعتمد على الجيش لحمايتها، والجيش الإسرائيلي يعتمد على جنوده، في جميع مواقعهم كي تنجح”.
وتعمقت الخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي بعد دفع الحكومة الحالية، منذ تشكيلها نهاية العام الماضي، بحزمة تشريعات “الإصلاح القضائي” المثيرة للجدل.