زوجة رئيس الحكومة، سارة نتنياهو، طلبت من الدولة تمويل أعمال صيانة في بيت العائلة الخاص في قيساريا، حتى قبل أن يتولى بنيامين نتنياهو المنصب، وعلى الرغم من أن تلك الطلبات لم تنبع من احتياجات أمنية إلا أن عدداً منها نقل عبر جهاز “الشاباك”، وأحدها جاء عن طريق رئيس الجهاز رونين بار. شخصيات رفيعة في مكتب رئيس الحكومة، التي رفضت طلبات سارة نتنياهو، اضطرت إلى ترك المكتب خلاف فترة قصيرة.
حسب أقوال مصادر مطلعة، توجهت سارة نتنياهو إلى عدد من رجال “الشاباك” بمستويات مختلفة وطلبت تقديم طلب لاستبدال حماية “أباجور”. في النهاية نقل الطلب إلى مكتب رئيس الحكومة عبر مكتب رئيس الجهاز. رجال المكتب الذين توجهوا إلى الجهاز وسألوا هل هناك مبرر أمني للتصليح، فتلقوا رداً بالسلب، ثم سحب “الشاباك” الطلب.
وجهت سارة نتنياهو لجهات مختلفة في “الشاباك” طلبات أخرى، منها أن تمول الدولة إصلاح السور حول البيت وتغيير إضاءة الحديقة وشراء ست “بطاريات تسخين”. حاولت نتنياهو اعتبار هذه الطلبات طلبات أمنية وقالت بأن استبدال الإضاءة أمر حيوي لحماية البيت. فحص الطلبات أظهر بأن هذا الادعاء غير صحيح. وبدلاً من ذلك، تقرر تزويد رجال الحماية بمصابيح.
إضافة إلى ذلك، في يوم أداء الحكومة لليمين، نقلت نتنياهو لمكتب رئيس الحكومة قائمة مشتريات “لاحتياجات يوم السبت” بآلاف الشواكل، التي اعتبرتها مصادر في المكتب طلبات استثنائية جداً. أرسلت هذه الاحتياجات إلى بيت العائلة الخاص، وفي اليوم التالي قالت سارة نتنياهو بأنها نفدت وطلبت القيام بشراء آخر بنفس المبلغ.
حسب مصادر مطلعة على الأمر، فإن زوجة رئيس الحكومة تستخدم أيضاً شقة مجاورة للمقر الرسمي لرئيس الحكومة، التي تمر الآن بعملية ترميم. قبل فترة غير بعيدة استخدم رئيس الحكومة السابق يئير لبيد وزوجته هذه الشقة. رغم أن لعائلة نتنياهو بيتاً خاصاً في القدس، لكن رئيس الحكومة طلب الاستمرار في عقد الجلسات في الشقة. ولكن حسب أقوال هذه المصادر، فإن الذي فيها بالفعل هي سارة نتنياهو، التي طلبت من الدولة أن تشتري لها ثلاث طاولات تجميل. مصادر قانونية رفضت هذا الطلب.
من حسم في طلب سارة نتنياهو هو نائب مدير عام مكتب رئيس الحكومة بن ميوست، الذي اختير لهذا المنصب عن طريق منافسة جرت في فترة نفتالي بينيت، فرفض عدة طلبات، وبعد ذلك سحبت منه معظم صلاحياته. قبل ثلاثة أسابيع قدم استقالته، وحسب مصادر في المكتب، كان ذلك بسبب أنه فهم بأن الزوجين نتنياهو لا يريدان استمراره في هذا المنصب، وأنهما يخططان لإفراغ هذه الوظيفة من المضمون.
كان ميوست هو المسؤول عن قسم الأمن في المكتب، الذي كان يترأسه ألون حلوه، الذي يعتبر مقرباً جداً من رئيس الحكومة وزوجته. أقيل حلوه عقب إخفاقات في وظيفته، لكن كما كشفت “هآرتس”، فإن عملية الإقالة تم تجميدها بناء على طلب من بنيامين نتنياهو في اليوم الذي تسلم فيه منصبه. وثمة قسم آخر كان ميوست مسؤولاً عنه، وهو قسم الميزانيات والمشاريع برئاسة دروريت شتاينمتس، التي هي أيضاً مقربة من الزوجين نتنياهو. وفي هذه الأثناء، تفحص هيئة خدمات الدولة ادعاءات بوجود خلل في عملها. المسؤولية عن القسمين تم سحبها من ميوست عندما تسلم نتنياهو منصبه.
مؤخراً، تمت أيضاً إقالة نائبة المحاسب في مكتب رئيس الحكومة، هيلا رفني، التي تم توكيلها لمعالجة طلبات الزوجين نتنياهو، وهي لم تصادق على جزء كبير منها. من قام بنقل رفني من منصبها هو المحاسب العام في وزارة المالية، يهلي روتنبرغ. وحسب مصادر مطلعة، فإن الزوجين نتنياهو هما اللذان طلبا إقالتها.