شن عناصر تنظيم داعش فجر اليوم الأربعاء 8 نومبر 2023 هجوماً عنيفاً على مواقع قوات النظام وقوات الدفاع الوطني ببادية الرصافة عند مثلث الرقة-حمص-ديرالزور.
و جرى الهجوم بالأسلحة الرشاشة وتمكن من إيقاع عدد كبير من القتلى والجرحى، إذ تأكد مقتل 30 من العسكريين غالبيتهم من الدفاع الوطني، ولايزال عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين.
تنتشر خلايا تنظيم داعش في البادية السورية، وهي منطقة صحراوية شاسعة تمتد عبر محافظات حمص وحماة والرقة ودير الزور. وتستفيد هذه الخلايا من الطبيعة القاسية للمنطقة، والتي تجعل من الصعب على القوات الحكومية والتحالف الدولي تعقبها.
وقد شنت خلايا داعش في البادية السورية العديد من الهجمات في الآونة الأخيرة، بما في ذلك استهداف قوات الحكومة السورية والتحالف الدولي وسكان المنطقة المدنيين. وقد أسفر هذه الهجمات عن مقتل وجرح المئات من الأشخاص.
وتهدف هذه الهجمات إلى زعزعة استقرار المنطقة ومنع الحكومة السورية والتحالف الدولي من السيطرة عليها بشكل كامل. كما تهدف إلى نشر الرعب بين السكان المدنيين.
وبلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً لتوثيقات المرصد السوري 514 قتيل منذ مطلع العام 2023، هم:31 من عناصر تنظيم “داعش” قتلوا باشتباكات مع قوات النظام واستهدافات جوية روسية طالت مناطق يتوارون فيها في مناطق متفرقة من بادية حمص والسويداء وحماة والرقة ودير الزور وحلب.
وقد حذرت الأمم المتحدة من أن عودة داعش إلى البادية السورية تمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار في سوريا والمنطقة.
وتستخدم خلايا داعش في البادية السورية مجموعة متنوعة من التكتيكات، بما في ذلك الهجمات المباغتة باستخدام الأسلحة الصغيرة والسيارات المفخخة. كما تستخدم هذه الخلايا أسلوب “الحرب غير المتمركزة”، حيث تنتشر في مناطق واسعة وتتحرك باستمرار لتجنب التعرض للضربات الجوية.
وتعتمد خلايا داعش في البادية السورية على الدعم المحلي، حيث يوفر لها السكان المحليون المعلومات والطعام والأموال. كما تعتمد هذه الخلايا على تجارة السلاح والمخدرات لتمويل عملياتها.
وتواجه الحكومة السورية والتحالف الدولي تحديًا كبيرًا في القضاء على خلايا داعش في البادية السورية. حيث تتطلب هذه المهمة تنسيقًا وثيقًا بين القوات الحكومية والتحالف الدولي، كما تتطلب جهودًا أمنية واقتصادية واجتماعية في المنطقة.