اقترب البنك المركزي المصري خلال الفترة الحالية من إطلاق مؤشر للجنيه أمام سلة من العملات الدولية مثل الروب، والين الياباني واليوان الصيني، بجانب الدولار واليورو، الإسترليني.
وتباينت آراء الخبراء حول اعتماد مصر لـ الروبل الروسي تجاريا، حيث رأى فريق أنها خطوة تقلل من الضغط على الدولار في مصر، فيما رأى أخرون أنها خطوة ذات حدين، فهي قد تقلل الضغط على الدولار، لكنها أيضا قد تؤدي إلى تآكل الجنيه المصري على المدى المتوسط.
وقالت مصادر، إن الحكومة المصرية تدرس قرار تفعيل التبادل التجاري بالعملات الوطنية مع مكتب التمثيل التجاري لدولة روسيا، مما يدعم انضمام الروبل الفترة المقبلة لسلة العملات المدرجة بالمؤشر أمام الجنيه المصري.
وكان البنك المركزي الروسي اعتمد فى يناير الماضي سلة من العملات الجديدة أمام مؤشر الروبل الروسي، جاء ضمنها الجنيه المصري، الدرهم الإماراتي، الريال القطري، والبات التايلندي، مع الروبية الإندونيسية و الدينار الصربي، الدولار النيوزيلندي.
وقال السفير الروسي لدي القاهرة جيورجي بوريسينكو، إن روسيا ومصر تجريان مشاورات مكثفة حول التحول إلى العملات الوطنية بالتسويات في التجارة المتبادلة،
ونوه السفير على أن هذا التحول سيساعد على تجنب تعسف الدول الغربية التي تستخدم عملاتها لأغراض جيوسياسية، ومن الضروري التحرك بشكل أسرع على طريق فك دولرة علاقات التجارة الخارجية والعلاقات الاقتصادية بشكل عام.
وقال خبراء ومصرفيون إن تحول التجارة بين مصر وروسيا من منطقة الدولار إلى العملات الوطنية سيعمل على تقليل الضغط الواقع على الورقة الأمريكية، مما سيجنب البلاد تقليص الحصيلة الدولارية، خاصة وأن مصر تعتمد فى كثير من السلع الاستراتيجية كالقمح على روسيا.
فيما رأى خبراء آخرون ، أن نقل العبء من حصيلة الدولار داخل البلاد إلى الروبل والجنيه لن يكون فى صالح الأخير، فمع زيادة الاستيراد من دولة روسيا تحت مظلة العملات الوطنية، سيكون هناك فرصة أكبر للروبل على كسر حالة التدني أمام الصرف المحلي، ليعاود الصعود تدريجيا عند ذات معدلات الدولار الأمريكي الوقت الحالي.
وتابع الخبراء، سيعمل ذلك على تآكل القيمة الحقيقية للجنية المصري أمام العملات الأخرى، خاصة مع اعتماد البنك المركزي المصري سعر صرف مرن للعملة المحلية، ما يجعل الجنيه أمام حركتي العرض والطلب، المدخلات والمخرجات من استيراد وتصدير، كمتحكم رئيسي فى الارتفاع والانخفاض.
وكشف مصرفيون أنه فى حالة اعتماد الجنيه من طرف البنك المركزي المصري، سيشهد السوق المحلي حالة تغطية مكثفة من المنتجات الروسية كمواد الغذاء والأجهزة الكهربائية مع تدني الروبل مقابل الجنيه، وهو ما سيحفز الاتجاه بشدة للأسواق الروسية.