تصاعدت عمليات قوات الحوثي في استهداف السفن في البحر الأحمر، دعما للقضية الفلسطينية، وهو يشير إلى تطور قدرات البحرية اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيين.
ومن الصعب جدًا تحديد الأرقام، لأن الحوثيين لم يوضحوا حجم مخزونهم من الأسلحة المهربة والمتبرع بها.
ويستخدم الحوثيون مجموعة متنوعة من الأسلحة في مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عمان، بما في ذلك:
صواريخ كروز:
تعد صواريخ كروز من أكثر الأسلحة خطرًا التي يستخدمها الحوثيون في مهاجمة السفن. يمكن إطلاقها من البر أو البحر أو الجو، ويمكنها حمل رؤوس حربية كبيرة.

وصواريخ كروز قدس-2، المشابهة لصاروخ سومار الإيراني، ويبلغ مدى المعلن عنه 1,350 كيلومترًا، وصواريخ بركان-2H/3، التي تذكرنا بصاروخ “قيام” الإيراني، ويبلغ مدى المعلن عنها 1000.
في عام 2022، زعم الحوثيون أيضاً أنهم يملكون صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن يُدعى “تنكيل” يصل مداه إلى 500 كيلومتر، ويشبه إلى حدٍ كبيرٍ صاروخ “رعد 500” الإيراني.
غير أن النماذج المعروضة في العرض العسكري الذي أقيم في 21 سبتمبر 2023 في صنعاء بدت وكأنها مجسمّات بالحجم الطبيعي. وتبيّن أن صاروخ “حاطم” الباليستي الجديد (المشابه لصاروخ “خيبر شكن” الإيراني، والذي يبلغ مداه المزعوم 1450 كيلومتراً) هو أيضاً مجسّم بالحجم الطبيعي، مما يشير إلى أن الحوثيين كانوا يحاولون إبراز قدرة على توجيه ضربات دقيقة أبعد مدى بشكل ملحوظ عما يمتلكونه فعلياً من أسلحة قابلة على الوصول إلى مسافات بعيدة.

في 19 أكتوبر 2023، قال السكرتير الصحفي للبنتاغون، العميد بالقوات الجوية. وأكد الجنرال بات رايدر أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران استهدفت المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني، وهي مدمرة صواريخ موجهة من طراز آرلي بيرك، في البحر الأحمر.
وبحسب ما ورد اعترضت السفينة يو إس إس كارني ثلاثة صواريخ كروز وعدة طائرات بدون طيار دون أن تتكبد أي أضرار أو إصابات. على الرغم من أن الحوثيين لم يعلنوا بعد مسؤوليتهم عن الهجوم، فمن المرجح أن الطائرات بدون طيار والصواريخ أطلقت من المواقع الشمالية الغربية التي يسيطر عليها الحوثيون في محافظتي الحديدة وحجة على ساحل البحر الأحمر اليمني، وكانت متجهة “شمالاً” دون هدف محدد في المنطقة.
منذ سبتمبر ، أفادت التقارير أن الحوثيين كثفوا تدريباتهم العسكرية البحرية في منطقة اللحية شمال الحديدة وجلبوا قدرات جديدة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مما يشير إلى أنهم يعتزمون شن هجوم على الطرق البحرية والتجارية الاستراتيجية، حسبما قال مسؤول عسكري كبير.
الطائرات المسيرة:
تستخدم الطائرات المسيرة في مهاجمة السفن باستخدام الصواريخ أو القنابل. يمكن أن تكون هذه الطائرات صعبة الرصد والاشتباك بها، مما يجعلها سلاحًا فعالًا للحوثيين.
وفي فبراير 2017، أعلن الحوثيون رسمياً عن مُسيرات الاستطلاع والرصد التي يمتلكونها، وجاءت من 3 طرازات، جميعها صغيرة الحجم تطير على ارتفاعات منخفضة ولا تحتاج محطات تحكم.

طائرات “صماد 2/3/4” بدون طيار، تذكرنا بطائرات “شاهد” الإيرانية بدون طيار، ويبلغ مداها المعلن عنه 1200 كيلومتر – 1500 كيلومتر، 1300 كيلومتر -1700 كم و2000 كم على التوالي، وطائرات “وعد” بدون طيار، تشبه الطائرة الإيرانية “شاهد 136″، ويبلغ مداها 2500 كيلومتر.
الطرازات الاستطلاعية هي “هدهد-1″، والتي يبلغ طول بدنها 150 سم وطول جناحها 190 سم، ويقول الحوثيون إنها قادرة على التحليق لمدة تصل إلى 90 دقيقة، ويصل مدى تحليقها بعيداً عن لوحة التحكم بها إلى 30 كيلومتراً، تتمتع تلك المُسيرة بقصر موجاتها الرادارية، ما يصعب من عملية اكتشافها، إضافة إلى قلة الإشعاع الحراري الناتج عنها، ما يحميها إلى حد ما من احتمالات إصابتها بالصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.
المسيرة “رقيب”، ويبلغ طولها 100 سم، بينما يبلغ طول جناحها 140 سم، وقادرة على التحليق لمدة 90 دقيقة، لكن مداها لا يتخطى 15 كيلومتراً، تتمتع بنظام للرصد والتعقب باستخدام الليزر وذات تقنيات تصوير متعددة وتُستخدم في المناطق الوعرة.
المُسيرة “راصد” التي يبلغ طولها 100 سم، بينما يصل طول جناحها إلى 220 سم، ويصل المدى الزمني لقدرتها على التحليق إلى 120 دقيقة، بينما يصل مدى تشغيلها إلى 35 كيلومتراً، ويقول الحوثيون إنها مزودة بتقنيات التصوير والمسح الجغرافي ورسم الخرائط.
المسيرة “قاصف-1” يبلغ طولها 250 سم وطول جناحها 300 سم، وقادرة على التحليق لمدة 120 دقيقة بمدى لا يتجاوز 150 كيلومتراً. ويقول الحوثيون إنها مزودة بنظام لرصد الهدف، وبإمكانها حمل رأس حربي يصل وزنه إلى 30 كيلوجرام.
طائرات من دون طيار “الانتحارية”، وهي تعتمد على فكرة الإطلاق لتصطدم بهدفها مباشرة، مثل “صماد-2” التي يقول الحوثيون إن مداها يصل إلى نحو 1000 كيلو متر، يُعتقد أنها المُسيرة التي استُخدمت في استهداف منشآت “آرامكو” أكثر من مرة.
مُسيرة تحمل اسم “صماد-3″، وهي من طراز الطائرات الهجومية الانتحارية ويتراوح مداها ما بين 1500 و1700 كيلومتر، وأعلن الحوثيون استخدامها للمرة الأولى في محاولة استهداف مطار أبوظبي في 26 مايو 2018، وهو ما نفته الحكومة الإماراتية آنذاك.
المسيرة “قاصف-K2″، وهي من طراز المُسيرات الانتحارية وتُعد نسخة متطورة من “قاصف-1″، وهي قادرة على التحليق لمدة 230 دقيقة بمدى طيران يتجاوز 150 كيلومتراً، بينما تحمل رأساً حربياً يصل وزنه إلى 30 كيلوجرام، وكُشف عنها للمرة الأولى في 2019 باستهداف قيادات بارزة أثناء احتفال عسكري في قاعدة “العند” بمحافظة “لحج” جنوب اليمن في 10 يناير 2019.
الزوارق المفخخة:
تستخدم الزوارق المفخخة في الهجمات الانتحارية على السفن، يمكن أن تكون هذه الهجمات مدمرة للغاية، حيث يمكن أن تتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

هناك القليل من الصور المتاحة حول القوارب الحوثية القابلة للتحكم عند بعد، غالبيتها تدلل على تصنيع نوعين مختلفين على الأقل من هذه القوارب. النوع الأول يتمثل في الزوارق السريعة المعدلة، التي نجح التحالف العربي في ضبطتها في يناير 2018.
نشرت وزارة الدفاع الأمريكية صورة لهذا النوع من الزوارق، وحملت اسم Shark-33. هذه الزوارق تعمل بمحركين خارجيين من نوع “ياماها” بقوة 200 حصان، مزودة بكاميرات، وموجهات قيادة هيدروليكية، ولاقطات هوائية بتقنية “GPS”، وكذلك حواسيب ملاحية.
النوع الثاني من القوارب، المكتشف مؤخرا، فيحمل اختلافا جوهريا عن النوع الأول، وهي قوارب صغيرة جدا، وأكثر تعديلا من الناحية التقنية. جرى تصميم هذه القوارب لتطفو على مستويات أقل من المياه، وتستطيع استغلال خصائص خفية للوصول خلسة إلى أهدافها.
ويجري تشغيل هذا النوع من القوارب بمحرك خارجي من طراز “ياماها” بقوة 200 حصان، مزود بعبوات ناسفة مختلفة عدة، موضوعة في صناديق خشبية موزعة في جميع أنحاء الهيكل. جرى تزويد هذه القوارب كذلك بأنظمة “GPS” والعديد من المكونات الإلكترونية.
القوارب السريعة:
تستخدم القوارب السريعة المسلحة الصواريخ والقذائف المضادة للسفن في مهاجمة السفن. يمكن أن تكون هذه القوارب صعبة الرصد والاشتباك بها، مما يجعلها سلاحًا فعالًا للحوثيين.

ويعتقد أن الحوثيين يحصلون على هذه الأسلحة من إيران، التي تدعم الحوثيين في صراعهم مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
ولقد تسببت هجمات الحوثيين على السفن في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن هذه الهجمات تهدد الأمن البحري في المنطقة.