أدانت جامعة الدول العربية بشدة الهجوم الإيراني الذي تعرضت له مدينة أربيل في العراق يوم الثلاثاء الموافق 16 يناير 2024، مؤكدا القرار على وحدة وسيادة الأراضي العراقية ضد أي اعتداء أو انتهاك خارجي، معتبرة هذا الهجوم عدوانًا صريحًا على سيادة العراق وأمان شعبه.
واتخذت جامعة الدول العربية مشروع قرار يتكون من سبعة بنود بعد دعوة من العراق لعقد جلسة طارئة يوم الأربعاء 17 يناير 2024.
ضمن القرار إدانة قوية للقصف الذي استهدف إقليم كردستان العراق، مؤدياً إلى استشهاد عدد من المدنيين الأبرياء وتدمير مواقع مدنية،معتبرة هذا الهجوم عدوانًا صريحًا على سيادة العراق وأمان شعبه، مما يعد خرقًا جسيمًا لمبادئ حسن الجوار والقوانين والمواثيق والعرف الدولي.
وأدان القرار جميع المبررات والذرائع التي استخدمتها الحكومة الإيرانية، مؤكدًا على أن أي دولة لا تملك الحق في انتهاك سيادة دولة أخرى وتعريض حياة مواطنيها للخطر، متعارضة بذلك مع قوانين القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وحمل القرار إيران المسؤولية الكاملة عن تداول هذا الانتهاك ونتائجه، مع اعتباره سابقة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى تكدير السلم والأمان في المنطقة بشكل شامل في حال تكراره.
أكد القرار على وحدة وسيادة الأراضي العراقية ضد أي اعتداء أو انتهاك خارجي، وأكد على حق العراق، كعضو مؤسس في جامعة الدول العربية وعضو في الأمم المتحدة، في استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والقانونية للرد على هذه الانتهاكات.
وطلب القرار من العضو العربي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالتنسيق مع جمهورية العراق، تكثيف الدعم الدولي لإصدار قرارات تدين هذا الاعتداء باعتباره انتهاكًا للسيادة العراقية وخرقًا لمبدأ حسن الجوار والقوانين والأعراف الدولية.
وفوق ذلك، كلفت الجامعة العربية مجلس السفراء العرب في عدة عواصم منها نيويورك وجنيف وفيينا وبروكسل وواشنطن ولندن وباريس وبكين وموسكو بنقل القرار إلى وزارات خارجية هذه الدول، بالإضافة إلى المنظمات الدولية المتواجدة فيها، وطلبت من الأمين العام للجامعة متابعة الموضوع والتواصل مع دول مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بخصوص هذا القرار، بالإضافة إلى متابعة الشكوى التي قدمها العراق إلى مجلس الأمن وتقديم تقرير في دورتها المقبلة لمجلس الجامعة العربية.
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في كلمته أمام الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”، أن العراق لا ينبغي أبدًا أن يُستخدم كمجال لتسوية الحسابات أو تحقيق المكاسب الإقليمية. وشدد على خطورة الانزلاق إلى توسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط، محذرًا من تعريض أمن المنطقة وسلامة شعوبها لمخاطر خطيرة.
وأدان أبو الغيط بشدة القصف الإيراني الذي استهدف مناطق في العراق، خصوصًا في أربيل مساء الاثنين الماضي، معبرًا عن رفضه القاطع وإدانته الكاملة لهذا العمل. أوضح أن قرارات الجامعة العربية ومواقفها واضحة وحازمة في إدانة انتهاك سيادة العراق، وأشار إلى أن الدول العربية تتعامل مع جيرانها بروح حسن الجوار، وتتطلع إلى تلقي نفس المعاملة.