حذر مسؤولون في إقليم تيغراي من احتمالية حدوث مجاعة في هذا الإقليم الواقع في شمال إثيوبيا، رغم بناء حكومة آبي أحمد سد النهضة، واحتجاز مليارات من المياه في بحير السد.
وبحسب صحيفة “تايمز” البريطانية، كان من المفترض أن يتعافى إقليم تيغراي من حرب أهلية استمرت لمدة عامين وانتهت في نوفمبر 2022، لكن التقدم في عملية الإعمار كان بطيئًا، وما زالت جميع سكان المنطقة البالغ عددهم حوالي 6 ملايين نسمة يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية.
تعرضت محافظة تيغراي لواحدة من أصعب حالات الانقطاع عن العالم، حيث لم تتمكن الشاحنات المحملة بالمساعدات من الوصول إليها. ووصف الاتحاد الأوروبي القيود المفروضة على المنطقة بأنها “حصار”، في حين اتهمت لجنة من خبراء الأمم المتحدة الحكومة الإثيوبية باستخدام الجوع كسلاح، وهو اتهام نفته أديس أبابا بشدة.
أصبحت إثيوبيا أحدث الدول الأفريقية التي تتخلف عن سداد التزاماتها المالية، بعدما فشلت في سداد فوائد مستحقة قبل انتهاء فترة السماح في الاثنين الماضي.
أكد وزير شؤون أفريقيا في المملكة المتحدة، أندرو ميتشل، في زيارة لإقليم تيغراي، أن هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب مجاعة جديدة، وتعهد بتقديم 100 مليون جنيه إسترليني (126 مليون دولار تقريبًا) لجهود الإغاثة. وأضاف أن “الملايين محاصرون في أماكن نزوحهم، وهم يعانون الجوع، لاسيما النساء والأطفال الذين يعتبرون الفئة الأضعف في الحروب والنزاعات… ونحن بحاجة إلى التصرف بسرعة والتحرك الآن”.
وفي سياق ذي صلة، أعرب باحثون في جامعة غنت في بلجيكا عن اعتقادهم بأن مئات الآلاف قد ماتوا في إقليم تيغراي بسبب الجوع ونقص الدواء.
تعرضت شاحنات الغذاء لتعطيلات عديدة في إدخال المساعدات إلى تيغراي بعد انتهاء الحرب، واكتشف عمال الإغاثة بعد فترة وجيزة من بدء التوزيع أن بعض المسؤولين كانوا يسرقون الإمدادات المخصصة للمساعدة الإنسانية. وفي مارس، علقت الولايات المتحدة والأمم المتحدة تسليم المواد الغذائية إلى إقليم تيغراي، وذلك قبل أن تتوقف المساعدات الدولية بشكل نهائي في يونيو الماضي، مما خلق أزمة إنسانية خطيرة لسكان المنطقة.
وبسبب الجفاف الذي تشهده البلاد، لم يتبق للكثير من المحتاجين سوى القليل من الطعام أو لا شيء على الإطلاق. الأمر الذي جعل إنتاج المحاصيل في بعض المناطق يتراجع بشكل كبير، مما يجعل الأوضاع الغذائية أكثر صعوبة.