لا يزال الصد والرد بخصوص انتقام إيران وثأرها من استهداف سفارتها في دمشق قائماً دون خطوات واضحة.
فبين توجيه “ضربة انتقامية كبيرة” لإسرائيل دون إشعال حرب إقليمية تجبر واشنطن على التدخل، أو التريث مقابل تنفيذ شروط لطهران، كشف مسؤولون أميركيون عن احتمالات جديدة.
فقد تبيّن أن الولايات المتحدة تعمّدت إبلاغ إيران بطرق مختلفة موقفها من القصف الإسرائيلي على المقرّ الإيراني في دمشق، ومن التهديدات الإيرانية بالردّ.
كما أصرّ المسؤولون الأميركيون على القول في كل مرة يتحدّثون عن هذه القضية، إن الولايات المتحدة لم يكن لها أية علاقة بالتخطيط أو الهجوم الذي تسبب بمقتل 7 مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني.
وفي محاولة لفهم أعمق للموقف الأميركي، كشف مسؤولون أميركيون معنيون مباشرة بتقييم الوضع الحالي بعض سيناريوهات الرد الإيراني.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن إيران استعملت من قبل، مباشرة وعلى يد ميليشيات تابعة لها صواريخ بالستية وعابرة ومسيرات، وهي على الأرجح ما ستستعمله اليوم لو قامت بأي عملية قصف جديدة.
كذلك أشار إلى أن إيران كدّست الآلاف من هذه الأسلحة وطوّرتها من ناحية الدقة والمدى على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وسلّمت الكثير منها لتنظيمات تابعة لها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، مشددا على أن طهران تستطيع أن تشنّ هجوماً منفرداً أو متعدد الأطراف بالتعاون مع هذه الميليشيات.
يأتي هذا بينما لا يتوقّع الأميركيون وفق المسؤولين، أن تعمل إيران على تمرير شحنات من الأسلحة الكيمياوية كصواريخ عابرة أو بالستية خصوصاً أن استعمال أي طرف لهذه الأسلحة يعتبر تصعيداً ويتوجب عليه الرد.
بينما تريد الولايات المتحدة أن تمتنع إيران عن شنّ أي هجوم خصوصا ما يستهدف جنودها ومصالحا المنتشرة في الشرق الأوسط.
وأكد المسؤول أن الولايات المتحدة أبلغت إيران بوضوح أن عليها عدم مهاجمة الأميركيين، مشدداً على أن طهران باتت تفهم بوضوح الرسالة الأميركية، بمفادها ألا علاقة لواشنطن بهجوم دمشق، قائلاً “نحن لسنا إسرائيل وإسرائيل هي التي شنّت الهجوم”.
إلى ذلك كشف عن النقطة الأهم، ألا وهي أن واشنطن حتماً سترد على أي رد إيراني يشمل جنودها أو قواعدها أو مصالحها، مشيراً إلى أن القوات الأميركية المنتشرة لها إجراءاتها الأمنية المطلوبة لحمايتها، من قدرات دفاعية ضخمة تديرها القيادة المركزية، والتي تمّ تصميمها لمواجهة الخطر الإقليمي.
ورأى أن الأميركيين لا يريدون الخوض في تفاصيل سيناريوهات التهديد الإيراني، وما يمكن أن يفعله الإيرانيون وما يستطيعون فعله.
يذكر أن الولايات المتحدة لطالما أكدت على التزامها بأمن إسرائيل مع تحقيق استقرار في الشرق الأوسط يمنع التصعيد.
ومنذ السابع من أكتوبر، دعت واشنطن لحصر النزاع في غزة ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى من الشرق الأوسط.
كما شدد المسؤولون ذاتهم على أن استهداف السفارة الإيرانية في دمشق كان استثناء لهذه القاعدة، في حين لا يريد الأميركيون أن يكون الردّ عليه استثناء آخر.