في ضوء الأحداث الأخيرة في مدينة بورتسودان شرق السودان، يثير الوجود المكثف للنشاط الإيراني الاهتمام والتساؤلات بشأن الأهداف والنوايا وراء هذا النشاط.
وقد أكد مصدر عسكري سوداني على رغبة إيران في إقامة محطة استخباراتية في المدينة الساحلية على البحر الأحمر، خاصة بعد عودة الإسلاميين “جماعة الاخوان في السودان” إلى مواقع القرار بعد الحرب في أبريل 2023 ومشاركتهم الواسعة في الحرب.
وفي هذا السياق، أشار مصدر العسكري السوداني إلى أن هذا الأمر ليس بالسرّ، حيث تم التحدث عنه من قبل مسؤولين إيرانيين مع مسؤولين في المخابرات ووزارة الخارجية السودانية. يعكس هذا التأكيد من الخبير على صحة هذه المعلومة وقوة الاستنتاجات المتعلقة بتوجهات إيران في السودان واستهداف البحر الأحمر.
هدف إيران على البحر الأحمر
وأضاف المصدر العسكري السوداني أن إيران تسعى جاهدة لتعزيز نفوذها في الممرات المائية الاستراتيجية، ومنها البحر الأحمر. يعكس هذا الهدف الإيراني رغبتها في توسيع نطاق تأثيرها وسيطرتها في المنطقة، ويعزز القلق حول الاستقرار الإقليمي.
السودان يحسم طلب طهران بإقامة قاعدة بحرية إيرانية على البحر الأحمر
توسع الإيرانيين في عقارات بورتسودان
تناولت مصادر سودانية ارتفاع أسعار إيجارات العقارات الفاخرة في مدينة بورتسودان، وذلك بعد عودة النشاط الدبلوماسي الإيراني.
وقد أكد احد المواطنين السودانيين في المدينة الساحلية على البحر الأحمر أن العقارات التي استأجرها أفراد إيرانيون تفوق الثلاثين عقاراً، يتنوع استخدامها بين السكن والمكاتب، وأن معظمها يقع في حي “ترانزيت” وسط بورتسودان.
بلومبرغ: إيران تدعم الجيش السوداني بطائرات مسيرة مهاجر
محطة استخباراتية إيرانية على البحر الأحمر
وذكر مصدر أمني سوداني موثوق حول سبب تزايد الوجود الإيراني المكثف في المدينة وارتباطه المحتمل بإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، وأنكر المصدر الأمني بشدة هذه الشائعات، لكنه أكد على رغبة إيران في إنشاء محطة استخباراتية في بورتسودان.
ياسر العطا: الجيش السوداني يحقق تقدم في الخرطوم والسودان منفتح على إيران
شحنات أسلحة إيرانية إلى بورتسودان
وأشار المصدر إلى أن الطائرات الشحن الإيرانية التي تصل مطار بورتسودان تحمل، بجانب الأسلحة والمعدات الحربية، أغراضاً أخرى تتعلق بالبعثة الإيرانية، وأنه شوهد كثيراً شاحنات صغيرة تخرج من المطار تحمل إيرانيين، مما يرجح أنها قد تكون تحمل معدات وأجهزة صغيرة الحجم لإنشاء محطتهم.
وأكد مصدر عسكري سوداني عسكري على رغبة إيران في إنشاء محطة استخباراتية في بورتسودان، مشيراً إلى أن هذا الأمر ليس سراً، حيث تم التحدث عنه من قبل مسؤولين إيرانيين مع مسؤولين في المخابرات ووزارة الخارجية السودانية.
وأضاف أن إيران تسعى لتعزيز نفوذها في الممرات المائية الاستراتيجية، وخصوصاً في البحر الأحمر، وأعرب عن مخاوفه من أن إيران قد تشجع عدم الاستقرار في البلدان التي تدخلها، مشيراً إلى تجارب سابقة في العراق وسوريا واليمن.
مهندس العلاقات بين السودان وإيران.. من هو القيادي الإخواني قطبي المهدي مستشار عمر البشير؟
جماعة الإخوان تفتح أبواب السودان أمام إيران
في بداية شهر يونيو 2024، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، تعيين عبد العزيز حسين صالح سفيرًا للسودان في إيران، مع تعيين السفير خالد الشيخ كنائب له. وفي السياق نفسه، عينت إيران السفير حسن شاه حسيني سفيرًا لها في السودان.
تتجلى الملاحظة البارزة في اختيار السفراء من حيث أنهم يمتلكون خلفيات أمنية بدرجة أكبر من الخلفيات الدبلوماسية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالجانب الأمني بين الطرفين.
فالسفير السوداني ونائبه ينتميان لأعضاء الحركة الإسلامية “جماعة الإخوان المسلمين في السودان”، واللذان دخلا في العمل الدبلوماسي من خلال البوابة الأمنية. بدأ السفير عبد العزيز حياته المهنية في مجال الأمن الشعبي، الذي يعد جزءًا من النسيج الأمني للحركة الإسلامية، ثم عُيِّن كضابط في جهاز الأمن، وبعد ذلك انضم إلى جهاز الأمن في وزارة الخارجية عام 1996، وصعد في السلم الوظيفي بسرعة ليصبح سفيرًا.
مجلس السيادة يعلن هوية سفير السودان لدى إيران
كما شغل منصب ملحق أمني في سفارة السودان بإيران، حيث كانت مهمته التنسيق بين الحركة الإسلامية في السودان والحرس الثوري الإيراني، ومن ثم عمل في دولة تشاد، وكان آخر منصب له مديرًا لإدارة دول الجوار بوزارة الخارجية.
أما نائب السفير، خالد الشيخ، فهو ما زال يعمل في مجال الأمن الشعبي للحركة الإسلامية، وسبق له العمل كقنصل في سفارة السودان في مصر.
وبالنسبة للسفير الإيراني، حسن شاه حسيني، فهو يتمتع بخلفية أمنية، حيث عمل في الحرس الثوري الإيراني وبرنامج التصنيع الحربي الإيراني.
وحذر مصدر عسكري سوداني أن الوضع في السودان قد يكون أكثر سهولة لإيران، خاصة بعد عودة الإسلاميين إلى مواقع القرار بعد الحرب في أبريل 2023 ومشاركتهم الواسعة في الحرب.