كشف مصدر بقناة ” الشرق ” الفضائية المصرية التي تبث من تركيا لـ ” المنشر ” تفاصيل القصة الحقيقية للقبض على الصحفي المصري ” عماد البحيري ” ، المحتجز حاليا بعد التحقيق معه في عدة اتهامات .
و كانت سلطات الأمن التركية قد ألقت القبض على البحيري في 12 يونيو الجاري و احتجزته حتى الآن.
و قال المصدر إن جذور القصة تعود لنحو 4 سنوات ماضية حيث كان البحيري منفصلا عن زوجته الأولى و أم أبنائه الثلاثة ، ولدان و فتاة ، و هي سيدة مصرية .
و تابع المصدر موضحا ، في ذلك الوقت كان البحيري يبحث عن زوجة ثانية بشرط أن تدعمه ماليا .
وقتها – و الكلام للمصدر – تعرف البحيري على سيدة سودانية تدعى ” فيروز ” تقيم في دولة الإمارات ، و كانت من المتابعات لبرنامجه على شاشة ” الشرق ” .
اتفق البحيري و فيروز على الزواج ، و بناء على ذلك ، استغلها و حصل منها على مبالغ مالية بالدولار الأمريكي ، غير أنه تراجع عن وعده لها بالزواج ، و تزوج من زوجته الحالية و هي سيدة من دولة ” المغرب ” .
و يتابع المصدر قائلا لـ ” المنشر ” : بسبب ذلك الموقف ، قررت السيدة السودانية مطالبة ” البحيري ” بأموالها التي لديه ، غير أنه تعامل معها بحدة و تنكر لها .
بعد ذلك ، و منذ حوالي عام تقدمت ببلاغ للسلطات التركية عبر محام تركي ، وجهت فيه للبحيري عدة اتهامات و أرفقت بالبلاغ وثائق تثبت حصوله على أموال منها .
بموجب النظام القانوني التركي ، أرسلت السلطات إخطارا للبحيري على عنوانه في المجمع السكني الراقي الذي يقيم به في مدينة اسطنبول التركية ، و هو مجمع ” إينوفيا 3 ” لكن البحيري كان قد غير عنوانه إلى شقة أخرى في نفس المجمع ، لذا لم يتسلم الإخطار .
يتابع المصدر قائلا : لاحقا ، قررت الحكومة التركية فرض ضرائب على أصحاب قنوات اليوتيوب التي تحقق مشاهدات مرتفعة ، و كان منهم البحيري الذي تقرر أن يسدد 20 ألف دولار ضرائب عن حصيلة دخله من اليوتيوب خلال السنوات الأربع الماضية ، و هذا المبلغ بموجب القانون التركي يعادل 20 % من مكاسب عماد البحري .
و يواصل المصدر موضحا : في الساعة 12 ظهر يوم 12 يونيو الجاري توجه عماد البحيري إلى أحد مقرات الضرائب التركية لسداد اول دفعة من المبالغ المستحقة عليه ، لكنه فوجيء بالموظف المختص يخبره أن هناك إخطارا بوجود بلاغ جنائي ، و أن قوة من الشرطة سوف تحضر لاصطحابه لمقر أمني بغرض التحقيق في البلاغ .
بالفعل – و الكلام للمصدر – خلال دقائق ، وصلت قوة من الشرطة التركية لاصطحاب البحيري للتحقيق ، و هنا ارتكب الأخير مخالفة أخرى حيث قاوم السلطات و تشاجر مع أفراد القوة .
و كشف المصدر أن القوة الشرطية اصطحبت البحيري بالفعل لأحد مقرات الشرطة القريبة ، و فتحت معه تحقيقات في التهم الموجهة له في بلاغ السيدة السودانية بالإضافة لبلاغ يتعلق بمقاومة السلطات .
و يتابع المصدر قائلا أن البحيري خلال تواجده في مقر الشرطة اتصل بأيمن نور ، رئيس مجلس إدارة قناة ” الشرق ” التي يعمل بها ، و الذي حرص منذ اللحظات الأولى على نشر رواية بشأن الواقعة ، تقول أن الازمة تتعلق بخلافات مالية بين البحيري و بين ” رجل ” سوداني و ليس سيدة ، حتى لا يتسبب الأمر في فضيحة للقناة التي تعاني منذ سنوات من فضائح متكررة كثير منها من بطولة أيمن نور نفسه !
و بحسب المصدر فقد أوكل نور التعامل مع القضية لمكتب محاماة تركي شهير ، لمنع الأزمة من التفاقم .
و أكد المصدر أن المحامي التركي نجح بالفعل في الرد على اتهامات السيدة السودانية مستغلا كون الموضوع ” شخصيا ” و أن المعاملات بينها و بين عماد البحيري تمت بالتراضي بموجب اتفاق بينهما على الارتباط ، غير أنه من غير الواضح حتى الآن هل تم غلق القضية أم لا.
و بحسب معلومات حصل عليها ” المنشر ” ، فمازال البحيري محتجزا و يتوقع الإفراج عنه على ذمة البلاغات المقدمة ضده ، لكن الأمر تعطل بسبب إجازة عيد الأضحى .
و حصل ” المنشر ” أيضا على معلومات حول المسيرة المهنية لعماد البحيري في مصر و تركيا .
و بحسب معلومات ” المنشر ” فقد كان البحيري عضوا بالحزب الوطني الديمقراطي ، خلال السنوات التي سبقت ثورة الخامس و العشرين من يناير في مصر .
و خلال عضويته في الحزب عمل البحيري بشكل هامشي ضمن فريق مقرب من الدكتور حسام بدراوي ، القيادي السابق بلجنة سياسات الحزب الوطني التي كان يرأسها جمال مبارك ، نجل الرئيس المصري حسني مبارك ، الذي أطاحت به ثورة يناير
بالتوازي مع عمله مع بدراوي ، عمل عماد البحيري صحفيا بقسم ” المحافظات ” في جريدة ” فيتو ” التي يديرها الصحفي عصام كامل ، و مولها عند صدورها رجل الأعمال المصري ” نجيب ساويرس ” .
و خلال مسيرته المهنية المتواضعة ، عمل عماد البحيري قبل ثورة يناير أيضا ، ضمن فريق إعداد برنامج الإعلامي المصري معتز مطر على شاشة قناة ” مودرن ” .
و استمرت علاقة البحيري المهنية مع معتز مطر حتى بعد ثورة يناير ، لكنها شهدت قفزة مختلفة عندما استقدم مطر ، البحيري ، معه للعمل بقناة ” الشرق ” في تركيا ، وقت تأسيسها على يد ناشط مصري هو الدكتور باسم خفاجي .
و بحسب مصادر مصرية في تركيا ، قريبة من عماد البحيري، تحدثت لـ ” المنشر ” فإن الأخير كانت لديه ” عقدة نقص ” تجاه كل من معتز مطر و محمد ناصر ، الذين كانا يعملان في الشرق ، قبل ان ينتقل ناصر للعمل في قناة ” مصر الآن ” لسان حال جماعة الإخوان المسلمين وقتها .
و أكدت المصادر أن معتز مطر كان كثيرا ما يعنف البحيري ويوبخه أمام فريق العمل .
بعد ذلك مرت ” الشرق ” بأزمة مالية ، و تم إغلاقها لفترة وجيزة ، فانتقل البحيري للعمل في قناة سعودية صغيرة في اسطنبول أيضا ، لكنه لم يحقق أي نجاح ، و تم فصله منها بعد بضعة شهور .
خلال تلك الشهور استغل أيمن نور أزمة باسم خفاجي و قناة ” الشرق ” و استولى على القناة ، و لعب معتز مطر دورا مهما في تمكين أيمن نور من القناة ، عندما توقف عن الظهور مما أجبر ” باسم ” على تسليم القناة لأيمن نور.
بعد سيطرة نور على قناة الشرق استقدم عماد البحيري الذي كان بلا عمل ، لكن البحيري ظل بدون تأثير و لا ظهور لفترة طويلة .
القفزة الكبرى التي استفاد منها عماد البحيري خلال عمله بقناة الشرق ، جاءته عندما ثار مجموعة من المذيعين و الصحفيين ضد إدارة أيمن نور ، في العام 2018 ، في أزمة شهيرة ، انتهت بفصلهم جميعا باستثناء ” هيثم أبو خليل ” الذي استغل الأزمة للضغط على أيمن نور لتحقيق مكاسب إضافية مالية و مهنية ، و انتهت الأزمة برحيل عدد كبير من المذيعين و الصحفيين و عودة ” حسام الغمري ” الذي كان قد استقال من القناة سابقا بسبب عدة مخالفات وبخه عليها أيمن نور .
خلال أزمة قناة الشرق ، انحاز عماد البحيري لأيمن نور في مواجهة زملائه ، كما حرض أيمن على فصلهم جميعا ، و قدم شهادات مزورة بحق بعضهم.
بسبب هذا الموقف ، ضاعف أيمن نور راتب عماد البحيري ، و منحه برنامجا في توقيت رئيسي ، و هذا البرنامج هو الذي عرّف المشاهدين بالبحيري.
بعد انتهاء أزمة أيمن نور و الموظفين الغاضبين ، بدأت بوادر أزمة كبيرة جديدة في قناة الشرق ، و لكن هذه المرة بين نور ومعتز مطر ، بسبب اختلافهما على اقتسام عوائد قناة اليوتيوب الخاصة بـ ” الشرق ” و باقي حسابات السوشيال ميديا .
تصاعدت الأزمة سريعا بين مطر و نور ، و سرب الأخير أخبارا عن مطر تقول أنه يتعاطى المخدرات ، مما سرع بحدوث الافتراق السياسي و المهني بينهما .
خلال أزمته مع معتز مطر ، اتفق أيمن نور مع عماد البحيري على تصعيده في القناة ليحل محل مطر ، و أن يسخر فريق السوشيال ميديا بـ ” الشرق ” للتخديم عليه ، لتوجيه رسالة لمعتز مفادها أن القناة بإمكانها صناعة خلف له
.
بالفعل غادر معتز مطر قناة ” الشرق ” و شرع في تأسيس قناة ” الشعوب ” الممولة من جماعة الإخوان المسلمين ، و تحديدا جبهة ” محمود حسين ” ، و بالتالي أصبحت الساحة فارغة أمام عماد البحيري .
استفاد عماد البحيري من المساحة التي منحها له أيمن نور، في التخديم على قناته الخاصة في ” يوتيوب ” ، و التي عرف بسببها باسم ” الهبيد ” لأنه دأب على نشر أخبار مفبركة تتعلق بالوضع داخل مصر ، منها أخبار تزعم وجود خلافات بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي و بين وزير دفاعه الفريق أول محمد زكي .
و رغم أن جميع الأخبار التي كان عماد البحيري ينشرها في فيديوهاته على اليوتيوب ، كانت مفبركة ، إلا أنه كان يغازل بها الجمهور الغاضب من سياسات النظام المصري مما حقق له رواجا كبيرا و مكاسب مادية ضخمة .
و بحسب معلومات حصل عليها ” المنشر ” من مصدرين بقناة ” الشرق ، فإن عماد البحيري طالما ادعى أنه لا يعيش في رفاهية ، بينما الواقع عكس ذلك ، حيث يعشق البحيري عدة انواع من المضاربة التي تشبه المقامرة مثل المضاربة على رهانات مباريات كرة القدم التي تقام في تركيا.
على سبيل المثال ، بحسب المصادر ، يتقاضى عماد البحيري من قناة الشرق راتبا شهريا قدره 3500 دولار أمريكي ، بالإضافة لذلك يتراوح دخله من اليوتيوب شهريا بين 5000 و 7000 دولار .
و بسبب ذلك الدخل الكبير يعيش البحيري في رفاهية بالغة حيث يسكن في مجمع سكني من الأرقى والأغلى في اسطنبول ، و معروف عنه عشقه لتناول الطعام في المطاعم مرتفعة الأسعار ، كما أنه اعتاد تناول الإفطار في مطاعم لا يرتادها إلا أصحاب الدخول المرتفعة في تركيا ، منها مثلا مطعم ” كوين باز ” المجاور للمجمع السكني الذي يقيم به .
لكن برغم هذا الدخل المرتفع ، اعتاد عماد البحيري أن يطلب من مشاهديه على يوتيوب دعمه ماليا سواء دعما ماليا مباشرا من خلال تحويلات مالية يتلقاها شهريا من كثير من المشاهدين سواء في الخليج أو أوروبا أو كندا ، أو من خلال الدعم عبر خدمات التمويل على اليوتيوب مثل الاشتراكات بمقابل مالي .
و بحسب مصادر ” المنشر ” فإن مواقف عماد البحيري مع أصدقائه الذين دعموه لتحقيق هذا الدخل الكبير من خلال السوشيال ميديا كانت على النقيض من خطابه الديني و الأخلاقي الذي يفتتح به فيديوهاته ، فمثلا ، تنكر عماد البحيري لرفيق دربه على السوشيال ميديا ” معتز الدهشوري ” الذي أسس معه قناة اليوتيوب و دعمها وروج لها بموجب اتفاق مالي يقتسمان فيه العوائد .
لكن بمجرد أن زادت أرباح عماد البحيري من اليوتيوب ، انفصل عن معتز الدهشوري ، رغم علمه بحاجة الأخير للعمل و الدخل .
و كشفت المصادر أن عماد البحيري ، مثلما شهد ضد زملائه في قناة الشرق خلال أزمتهم مع أيمن نور ، رغم علمه بوجود مستحقات لهم ينكرها أيمن ، شهد أيضا بخلاف الحقيقة خلال الأزمة التي تعرض لها الصحفي المصري ” جمال الجمل ” الذي عاد لمصر قبل نحو 3 أعوام ، بعدما عمل في قناة الشرق و تعرض لظلم كبير من أيمن نور .
و تتابع المصادر موضحة أن جمال الجمل ” فضل العودة لمصر رغم علمه بأنه سيُسجن ” على أن يستمر في العمل مع أيمن نور ، و رغم سجن الجمل في مصر بعد عودته ، إلا أن عماد البحيري ” كذب ” ، و التعبير للمصدر، و خرج في فيديو على شاشة قناة الشرق و زعم أن جمال الجمل كان يتقاضى راتبه لعدة شهور بعد تركه العمل منذ عدة شهور
و بحسب المصادر ، فإن الغريب في الأمر هو أن أيمن نور خرج بعدها بأيام في مؤتمر جمع سياسيين وإعلاميين مقيمين في تركيا ، و نفى كلام عماد البحيري ، لكن الأخير لم يعتذر للجمهور !
في سياق متصل ، تحدث ” المنشر ” إلى مصدرين في دولة خليجية ، تربطهما علاقة قوية بعماد البحيري ، أكدا أنه يتلقى أموالا كثيرة كدعم و تمويل من متعاطفين معه ، تحت مبرر معارضته لنظام الرئيس المصري !
و علم ” المنشر ” أن عماد البحيري تلقى قبل شهر ونصف مبلغ 4000 دولار من شخص مصري مقرب منه ، يقيم بدولة الكويت .
جدير بالذكر أنه من المتوقع الإفراج عن عماد البحيري خلال الأيام القليلة القادمة.