شهدت ولاية سنار جنوبي السودان تطورات عسكرية متلاحقة، فتحت الباب أمام سيناريوهات جديدة تشكل تحديًا كبيرًا للجيش السوداني. دارت معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في منطقة جبل موية، مما أدى إلى تضارب المعلومات حول نتائج هذه الاشتباكات وتصاعد التوتر في المنطقة.
تفاصيل المعارك
اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم الاثنين في منطقة جبل موية، التي تقع على بعد 296 كيلومترًا جنوب الخرطوم و32 كيلومترًا من مدينة سنار، كبرى مدن الولاية. تضاربت الأنباء حول نتائج المعارك، خاصة بعد أن اتخذت قوات الدعم السريع مصنع سكر سنار ثكنة عسكرية منذ تقدمها مطلع العام الحالي على الحدود الغربية للولاية. زاد من تعقيد الوضع انقطاع شبكة الاتصالات عن المنطقة، مما صعّب الحصول على معلومات دقيقة حول الأحداث الجارية.
بيان قوات الدعم السريع
أعلنت قوات الدعم السريع في بيان رسمي صدر عن الناطق باسمها الفاتح قرشي يوم الاثنين أنها سيطرت بالكامل على منطقة جبل موية. وأكد البيان أن هذه السيطرة جاءت نتيجة انتصار على “مليشيات البرهان وكتائب الحركة الإسلامية الإرهابية، وأتباعهم من حركات الارتزاق”. وأوضح البيان أن قوات الدعم السريع تمكنت من تحرير منطقة “جبل موية” في معركتين، استلمت خلالها 57 عربة وحرق 12 أخرى، وأدى ذلك إلى مقتل وأسر المئات. تعهد الناطق باسم القوات، الفاتح قرشي، بمواصلة المعركة ضد ما وصفها بالانقلابيين حتى تحقيق السلام والعدالة والديمقراطية.
موقف الجيش السوداني
لم تصدر القوات المسلحة السودانية أي تعليق رسمي حول المعارك يوم الاثنين واليوم الثلاثاء، ولم تكشف عن نتائجها. إلا أن المقاومة الشعبية المساندة للجيش في الولاية اعترفت في منشور على فيسبوك، كتبه الناطق باسمها عمار حسن عمار، بسقوط منطقة جبل موية في يد قوات الدعم السريع. وأكد الناطق باسم المقاومة الشعبية أن العمل جارٍ لاستعادة المنطقة في أقرب وقت ممكن.
تشهد ولاية سنار تطورات عسكرية متسارعة تزيد من تعقيد الوضع في السودان. تظل نتائج المعارك في منطقة جبل موية غير واضحة في ظل تضارب المعلومات وانقطاع الاتصالات. تؤكد هذه التطورات استمرار التحديات أمام الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات مستقبلية غير مؤكدة قد تؤثر على الاستقرار في المنطقة.