كشفت شبكة “سي أن بي سي” عن تعرُّض أنظمة مياه الشرب في أمريكا لهجمات إلكترونية من قبل جهات مرتبطة بالصين وروسيا وإيران. وتؤكد هذه الهجمات خطورة تعريض البنية التحتية الحيوية للضرر، حيث يمكن أن تؤدي إلى تعطيل توافر المياه، تغيير المستويات الكيميائية، وتلويث إمدادات مياه الشرب العامة.
وأوضحت وكالة حماية البيئة أن “جميع أنظمة مياه الشرب ومياه الصرف الصحي معرضة للخطر في المناطق الحضرية والريفية”، مشيرة إلى أن نظام المياه في مدينة ويتشيتا بولاية كانساس كان من بين الأنظمة التي تم اختراقها، حيث استهدف الهجوم قياسات المياه ومعالجة الفواتير والمدفوعات. تأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من الهجمات التي استهدفت مرافق المياه في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
من جانبه، قال ريان ويت، نائب رئيس شركة الأمن السيبراني “برووف بوينت”، إن المتسللين يتبعون أساليب تقليدية في هجماتهم على مياه الولايات المتحدة. وأشار إلى هجوم شنته مجموعة مدعومة من إيران العام الماضي ضد 12 مرفقًا للمياه في أمريكا، موضحًا أن جميع المرافق المستهدفة كانت تحتوي على معدات إسرائيلية الصنع.
وأفادت وكالة حماية البيئة أن 70% من أنظمة المياه التي قامت بتفتيشها لا تمتثل بالكامل لمتطلبات قانون مياه الشرب الآمنة، مما يثير مخاوف إضافية بشأن سلامة هذه الأنظمة. كما أبدى مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية قلقهم حيال هذه الهجمات.
في فبراير الماضي، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي الكونغرس من أن المتسللين الصينيين قد توغلوا عميقًا في البنية التحتية السيبرانية للولايات المتحدة، مستهدفين خطط معالجة المياه، والشبكة الكهربائية، وأنظمة النقل، والبنية التحتية الحيوية الأخرى. وفي يناير الماضي، تسبب اختراق روسي لمحطة لتنقية المياه في بلدة موليشو الصغيرة في تكساس، الواقعة بالقرب من قاعدة جوية أمريكية، في فيضان خزان المياه.