تشهد أسواق الأسمدة الحرة في مصر جنوناً في الأسعار، مما يثير مخاوف الفلاحين ويؤثر سلباً على توفر الأسمدة اللازمة للمحاصيل الصيفية.
يأتي هذا في ظل انفراجة محدودة في تسليمات الأسمدة من قبل الجمعيات الزراعية، مما دفع عدداً من قيادات الفلاحين إلى المطالبة بمزيد من الإجراءات الرقابية وزيادة كميات الأسمدة المتاحة في الجمعيات.
وفقاً للمصادر، يضطر المزارعون إلى شراء الأسمدة من السوق الحر بأسعار تفوق بكثير الأسعار المدعمة التي تقدمها الجمعيات الزراعية.
على سبيل المثال، سعر شيكارة اليوريا ٤٦٪ أزوت يتجاوز ١٢٠٠ جنيه في السوق السوداء، مقارنة بسعر ٢٥٠ جنيه في الجمعية. كما يصل سعر شيكارة النترات إلى ١٠٠٠ جنيه للشيكارة، بينما تقدم الجمعية كميات محدودة.
وفي محافظة كفر الشيخ، يواجه الفلاحون تحديات خاصة حيث تحتاج الأراضي المخصصة لزراعة القطن إلى كميات كبيرة من النترات التي لا توفرها الجمعيات بالكميات الكافية.
يُجبر هؤلاء المزارعون على شراء النقص من السوق السوداء بسعر يصل إلى ١٣٠٠ جنيه للشيكارة، ما يؤدي إلى أعباء مالية كبيرة تؤثر سلباً على استدامة عملياتهم الزراعية.
تشير الأرقام إلى أن حصص الأسمدة الصيفية في مصر تبلغ ٢.٢ مليون طن، وتمتد فترة توزيعها من مارس إلى سبتمبر من كل عام، إلا أن تلك الكميات لا تبدو كافية لتلبية احتياجات الفلاحين في جميع المناطق.
في ضوء هذه الظروف الصعبة، يطالب الفلاحون الجهات المسؤولة بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتحسين توزيع الأسمدة وتشديد الرقابة على الأسواق، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الأسواق السوداء وضمان توفر الأسمدة بأسعار معقولة تساهم في رفع الإنتاجية الزراعية وتحسين أوضاع الفلاحين في مصر.