عبرت الجزائر عن استنكارها العميق ورفضها الشديد لقرار الحكومة الفرنسية الاعتراف بخطة الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية، والتي تُعد جزءًا من السيادة المغربية المزعومة. جاء هذا التصريح عبر بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية.
تفاصيل البيان:
في البيان، عبرت وزارة الخارجية الجزائرية عن أسفها الكبير إزاء القرار الفرنسي، مؤكدة أن الحكومة الجزائرية تتحمل المسؤولية الكاملة للعواقب التي قد تترتب على هذا القرار. ووصفت الجزائر القرار بأنه “غير منتظر وغير موفق وغير مجدي”، وأشارت إلى أنه تم إبلاغ السلطات الجزائرية بمضمون القرار من نظيرتها الفرنسية في الأيام الأخيرة.
وأشار البيان إلى أن القرار الفرنسي يعكس تحالفًا بين القوى الاستعمارية القديمة والحديثة، ويعكس حسابات سياسية مشبوهة وافتراضات غير أخلاقية وقراءات قانونية غير سليمة. وأضاف أن هذا القرار يساهم بشكل مباشر في تفاقم حالة الانسداد والجمود التي تسببت فيها خطة الحكم الذاتي المغربية على مدار أكثر من 17 عامًا.
التصريحات الإضافية:
في ختام البيان، أوضحت الحكومة الجزائرية أنها ستقوم باستخلاص كافة النتائج والعواقب المترتبة عن هذا القرار الفرنسي، وأنها تحمل الحكومة الفرنسية وحدها المسؤولية الكاملة عن تلك النتائج. ويأتي هذا البيان في وقت سبق فيه أن عبرت فرنسا عن دعمها “الواضح والمستمر” لمقترح الحكم الذاتي خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه للمغرب في فبراير الماضي، مما ساهم في تحسين العلاقات بين باريس والرباط.
السياق الدولي:
الاعتراف الفرنسي بخطة الحكم الذاتي يأتي بعد اعتراف عدد من الدول الأخرى بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، وإسبانيا، وألمانيا، وبلجيكا، وهولندا، وعدد من الدول العربية والإفريقية. يُظهر هذا الاتجاه الدولي المتزايد دعمًا متناميًا لخطة الحكم الذاتي المغربية، التي يرفضها بشكل رئيسي الجزائر وجبهة البوليساريو.
يُبرز رد الفعل الجزائري على القرار الفرنسي تصاعد التوترات بين الجزائر وفرنسا حول قضية الصحراء الغربية، ويعكس الانقسامات الدولية حول هذه القضية الشائكة. تتوقع الجزائر أن يكون لهذا القرار تأثيرات كبيرة على العلاقات الدولية والإقليمية، وتستعد لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة العواقب المترتبة عليه.