أعلن رئيس مركز “الشباب السكاني” التابع لوزارة الصحة الإيرانية، صابر جباري فروجي، في برنامج تلفزيوني عن تسجيل ما لا يقل عن ألف حالة إجهاض يومياً في البلاد. وقد استشهد بتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024، الذي يشير إلى أن أكثر من 200 ألف حالة إجهاض تحدث يومياً حول العالم، أي ما يعادل 3.7 مليون عملية إجهاض سنوياً.
وفي سياق مكافحة الإجهاض، أعلن جباري فروجي عن تشكيل “المجموعة الذاتية” لمكافحة الإجهاض، والتي تم توسيعها لتشمل 250 مدينة إيرانية. وقد تمت هذه المبادرة بدعم من جمعية الباسيج الطبية في مشهد، وتمكنت المجموعة من منع 4700 حالة إجهاض منذ تأسيسها.
وأوضح جباري فروجي أن الأسباب الرئيسية للإجهاض تشمل عدم الرغبة في إنجاب المزيد من الأطفال، الأوضاع الاقتصادية، والحمل المبكر.
تعتبر مسألة إنجاب الأطفال وزيادة عدد السكان من القضايا الأساسية لقادة الجمهورية الإسلامية، حيث أعرب علي خامنئي عن تأكيداته المتكررة حول أهمية هذه القضية. ومنذ يوليو 1401، تم تعزيز الإجراءات القسرية ضد أي شكل من أشكال منع الحمل والإجهاض، في محاولة لزيادة عدد السكان.
من جانبها، أعربت الحكومة الإيرانية على لسان إبراهيم رئيسي عن قلقها إزاء الإحصائيات المتعلقة بالإجهاض، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقفها.
ومع ذلك، يرى بعض النقاد أن التركيز على هذه السياسات يأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد الإيراني تحديات كبيرة، بما في ذلك معدل التضخم الذي يتجاوز 40% والذي أثر بشكل كبير على مستويات المعيشة. كما يشير تقرير مركز البحوث التابع للمجلس الإسلامي إلى أن ما يصل إلى 50% من السكان يعانون من فقر السكن، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص تحت خط الفقر إلى أكثر من 30%.
تظل القضايا الاقتصادية والاجتماعية تحديات رئيسية تواجه إيران، وسط ضغوط مستمرة لفرض سياسات اجتماعية ونفسية مكثفة في مواجهة الإجهاض وأزمات معيشية أخرى.