أظهر مقطع فيديو نُشر على موقع فيسبوك ظهور نافع علي نافع، أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين في السودان والهارب من العدالة، في تركيا. ويظهر الفيديو نافع وهو يتلقى استقبالاً حاراً من ابنه المهندس محمد في إحدى صالات الاستقبال. تُوجه إلى نافع اتهامات خطيرة تتعلق بإنشاء وإدارة “بيوت الأشباح” خلال فترة توليه مناصب أمنية رفيعة في نظام الرئيس السابق عمر البشير.
التهم والانتهاكات:
يُتهم نافع علي نافع بكونه أحد مؤسسي “بيوت الأشباح”، وهي مراكز اعتقال سرية استخدمت لتعذيب المعارضين السياسيين. شغل نافع منصب مدير جهاز الأمن العام ثم مدير جهاز الأمن الخارجي، حيث يُزعم أنه كان مسؤولاً عن الانتهاكات التي شملت التعذيب والقتل تحت التعذيب.
جريمة قتل الطبيب علي فضل:
في الأيام الأولى لحكم الإنقاذ، اتهم نافع علي نافع بقتل الطبيب علي فضل تحت التعذيب في معتقلات النظام، وهو حادث هزّ الضمير الشعبي في السودان بسبب بشاعته. في أبريل 1990، أُعلنت وفاة الطبيب كوفاة طبيعية، لكن التحقيقات اللاحقة كشفت عن تعرضه للتعذيب الشديد حتى الموت.
سيرة نافع علي نافع المهنية:
قبل أن يعفى من منصبه، تولى نافع عدة مناصب رفيعة في نظام البشير، بما في ذلك مدير جهاز الأمن العام، ومدير جهاز الأمن الخارجي، ووزير الزراعة والغابات، ومستشار لرئيس الجمهورية للسلام، ووزير لديوان الحكم الاتحادي، وأخيراً مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
هيكلة المؤتمر الوطني تكشف انقسام داخل حزب الإخوان المسلمين في السودان
الدعم السريع يثير أزمة داخل جماعة الإخوان المسلمين في السودان
التهريب والتحركات الأخيرة:
كان نافع أحد الشخصيات التي هربت من النظام البائد، جنبا إلى جنب مع رموز أخرى مثل أحمد هارون وعوض أحمد الجاز وكمال عبد اللطيف. وقد أُطلق سراح عدد من عناصر جهاز الأمن والمخابرات الوطني المحكومين بالإعدام بعد تدخل مجموعة مسلحة في سجن أم درمان، مما يثير الشكوك حول وجود تواطؤ أو تسهيلات لهروبهم.
اتهامات أخرى:
يتهم وزير الداخلية بالنيابة الفصائل شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، بإطلاق سراح هؤلاء السجناء. من جانبهم، ينفي قادة قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، ويشيرون إلى الإسلاميين الذين يتلاعبون بقيادة الجيش كمسؤولين عن هذا التلاعب.
تستمر الأحداث في السودان في كشف المزيد من التفاصيل حول الانتهاكات والفساد المرتبط بالنظام السابق. التحركات الأخيرة التي تشمل ظهور نافع علي نافع في تركيا وتسريبات حول عمليات تهريب السجناء تسلط الضوء على استمرار التوترات والاضطرابات في البلاد، فضلاً عن التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات الجديدة في معالجة آثار النظام السابق.