شهد فيلم “الملحد” للكاتب إبراهيم عيسي جدلاً واسعًا منذ الإعلان عن إنتاجه، وقد تصاعد هذا الجدل مع طرحه في دور العرض، حيث أثار الفيلم العديد من التساؤلات والانتقادات حول مضمونه وأثره على المجتمع.
أسباب الأزمة:
موضوع الفيلم: تناول الفيلم موضوعًا حساسًا وهو الإلحاد، مما أثار حفيظة العديد من الأوساط الدينية والاجتماعية التي اعتبرت أن الفيلم يهاجم الدين ويهدد القيم المجتمعية.
الكاتب: كون الكاتب إبراهيم عيسي شخصية مثيرة للجدل، معروفة بآرائها الحادة في الدين والسياسة، زاد من حدة الانتقادات الموجهة للفيلم.
وفي تعليق له على الجدل المثار حول فيلمه “الملحد”، أكد الكاتب إبراهيم عيسى على قوة الفن والأفكار في مواجهة المنع والرقابة. قال عيسى: “ماذا فعل نجيب محفوظ حينما مُنعت روايته ‘أولاد حارتنا’؟ كتب رواية جديدة. وماذا فعل عبد الرحمن الشرقاوي حين مُنعت مسرحيته ‘الحسين ثائرًا’؟ كتب مسرحية جديدة.”
وأضاف عيسى: “استمرت رواية ‘أولاد حارتنا’ ومسرحية ‘الحسين ثائرًا’ تقرأها الأجيال وتعيش في الوجدان والعقل، على الرغم من محاولات المنع. الفن أقوى من المنع، ومن الرصاص، بل ومن الموت. يموت المفكر وتظل الفكرة خالدة، ويموت الفنان وتبقى أعماله خالدة.”
التوقيت: طرح الفيلم في وقت تشهد فيه المنطقة العربية توترات دينية وسياسية، مما زاد من حساسية الموضوع.
الانتقادات الموجهة للفيلم:
الإساءة إلى الدين: اتهم العديد من النقاد الفيلم بالإساءة إلى الدين الإسلامي وتعاليمه، واعتبروا أن بعض المشاهد والتصريحات فيه تهدف إلى التحريض على الكفر والزندقة.
الترويج للإلحاد: اتهم الفيلم بالترويج للإلحاد وتشجيع الشباب على التشكيك في الدين.
تهديد القيم المجتمعية: اعتبر البعض أن الفيلم يشكل تهديدًا للقيم والأخلاق المجتمعية، ويساهم في زعزعة الاستقرار الاجتماعي.
الدفاع عن الفيلم:
حرية التعبير: دافع مؤيدو الفيلم عن حقه في التعبير عن رأيه بحرية، واعتبروا أن النقد الموجه للفيلم هو نوع من التضييق على الحريات الفكرية.
وعلق المخرج محمد العدل، المعروف بـ”ماندو”، على الشائعات المتعلقة بمنع فيلمه “الملحد” من العرض في السينمات. عبر حسابه على “فيسبوك”، أشار العدل إلى أن “الفكر يُواجه بالفكر، وليس بالمنع”، مؤكداً في تدوينة سابقة أن “المنع ليس حلاً”.
وقالت الناشطة المصرية مرام نبيل: “فيلم ‘الملحد’ لم يُمنع لأنه يشوه الدين أو المتدينين، فكلنا نعرف أن الفيلم لا يهدف لتشويه الدين أو صورة المتدينين. لكن السبب الحقيقي وراء الضجة الكبيرة حول الفيلم هو اسم الفيلم نفسه. الناس يخافون من أن يُعرض فيلم بعنوان ‘الملحد’، حتى وإن كان نهايته تشير إلى عودة الملحد للدين أو حتى تصرفه بطريقة تقنع الإسلاميين، مثل تفجيره نفسه. القلق هو أن يعتاد الناس على فكرة الإلحاد، مما قد يؤدي إلى كسر الحاجز النفسي تجاهها، وهذا أمر يخشونه بشدة.”
طرح قضايا مهمة: أكد مؤيدو الفيلم على أهمية طرح قضايا مثل الإلحاد والتدين في المجتمع، بهدف الحوار والنقاش البناء.
حرية الإبداع الفني: رأى البعض أن الفيلم عمل فني يجب أن يحظى بالتقدير، وأن النقد يجب أن يكون بناءً ولا يتجاوز حدود الحوار.
فيلم “الملحد”، الذي أثار جدلاً واسعاً بعد طرح البوستر الرسمي له، يعالج قضية التطرف الديني والإلحاد وتأثيره على الشباب والمجتمع. الفيلم من تأليف إبراهيم عيسى، إخراج محمد العدل، وبطولة محمود حميدة، أحمد حاتم، حسين فهمي، وصابرين.