يصل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى القاهرة مساء اليوم في زيارة رسمية تستمر لعدة أيام، يلتقي خلالها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز العلاقات بين مصر والصومال، وتشهد توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين.
تأتي زيارة الرئيس شيخ محمود في وقت حاسم، حيث سيتم توقيع اتفاقية دفاعية جديدة بين الصومال ومصر. تكشف المصادر أن هذه الاتفاقية ستشمل تعزيز التعاون العسكري والتدريبي بين البلدين، في ظل التوترات الإقليمية والتحديات الأمنية التي تواجهها الصومال.
تسعى الحكومة الصومالية إلى تحسين الوضع الأمني في البلاد، ويأتي توقيع الاتفاقية في ظل تعثر المحادثات الصومالية الإثيوبية التي توسطت فيها تركيا. بينما تعتبر القاهرة منافسًا جيوستراتيجيًا لتركيا، فإنها تتفق بشكل عام مع سياسة الصومال وتدعم الجهود الصومالية لتحسين الاستقرار.
جولة جديدة من المفاوضات بين إثيوبيا والصومال في تركيا
حصري: إثيوبيا تتفاوض للحصول على حاملة طائرات أمريكية أو صينية، ما دور أرض الصومال؟
ضغوط قطر على مقديشو: الحوار مع الشباب واستفتاء أرض الصومال وانسحاب من مذكرة التفاهم مع إثيوبيا
في الأسبوع الماضي، وافق الاتحاد الإفريقي على انضمام القوات المصرية إلى بعثة حفظ السلام في الصومال لأول مرة. ستساهم مصر بـ12,000 جندي في هذه البعثة، لتحل محل القوات الإثيوبية التي ستنتهي مهمتها في يناير 2025. يأتي هذا التبديل في وقت حساس حيث كانت السلطات الصومالية تأمل في تولي المسؤولية الكاملة عن الأمن بحلول نهاية عام 2024.
قرار استبدال القوات الإثيوبية بالقوات المصرية يعتبر خطوة حيوية لضمان استمرارية وفعالية جهود حفظ السلام في الصومال. وقد تطورت الأوضاع لتصبح أكثر تعقيدًا، خاصة بعد طلب الحكومة الصومالية بإبعاد إثيوبيا من البعثة، في ظل الخلافات حول صفقة الوصول البحري المثيرة للجدل مع أرض الصومال.
تشير التحليلات إلى أن التزام مصر بنشر قوات ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال يضيف ديناميات جديدة إلى الوضع الإقليمي المعقد. الحكومة المصرية، التي عارضت بشدة مذكرة التفاهم البحرية مع أرض الصومال، أبدت استعدادها للدفاع عن الصومال ضد أي تدخل عسكري إثيوبي محتمل، مما يضيف طبقة جديدة من التوتر إلى التنافس الإقليمي مع إثيوبيا، الذي تفجر حول مشروع سد النهضة.
تستعد القاهرة لاستقبال الرئيس الصومالي في ظل هذه الخلفية المتوترة، حيث تأمل في تعزيز التعاون العسكري والاستراتيجي مع الصومال وتحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال هذه الاتفاقيات الجديدة.