ارتفاع كبير في أعداد المهاجرين الوافدين إلى جزر الكناري وسبيتة، سجلت أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى جزر الكناري من بلدان مثل موريتانيا زيادة ملحوظة بأكثر من الضعف منذ بداية العام، وذلك وفقًا لبيانات وزارة الداخلية الإسبانية. حتى 15 أغسطس 2024، وصل نحو 22,300 مهاجر إلى الأرخبيل الأطلسي، مقارنة بـ 9,864 مهاجرًا خلال نفس الفترة من عام 2023، ما يمثل زيادة بنسبة 126% على أساس سنوي.
كما أظهرت البيانات زيادة حادة في عدد المهاجرين الوافدين برًا إلى سبتة، أحد الجيبين الإسبانيين في القارة الأفريقية عبر الحدود مع المغرب. فقد تضاعف عدد الوافدين إلى سبتة تقريبًا ثلاث مرات من بداية العام حتى منتصف أغسطس مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفع من 587 إلى 1,605.
في ضوء هذه الزيادة الكبيرة، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن خطط لزيارة غرب إفريقيا في الفترة من 27 إلى 30 أغسطس 2024. ستشمل الزيارة موريتانيا وغامبيا والسنغال، وهي الدول التي انطلق منها عدد كبير من قوارب المهاجرين نحو الأرخبيل الإسباني.
تعد إسبانيا نقطة وصول رئيسية للمهاجرين الذين يسعون لحياة أفضل في أوروبا، حيث يواجهون رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر إلى جزر الكناري. وقدرت منظمة “كاميناندو فرونتراس” الإسبانية، المتخصصة في رصد قوارب المهاجرين المعرضة للخطر، أن أكثر من خمسة آلاف مهاجر لقوا حتفهم في البحر خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، بمعدل 33 حالة وفاة يوميًا، أثناء محاولتهم الوصول إلى الجزر. يعود هذا العدد الكبير إلى صعوبة الطريق البحري بسبب التيارات القوية، والظروف السيئة للقوارب المستخدمة، التي تكون غالبًا متهالكة ومكتظة.
الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسباني إلى موريتانيا ستكون الثانية له إلى هناك خلال ستة أشهر، بعد زيارته السابقة في فبراير 2024 مع رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين، والتي شهدت إعلان تمويل بقيمة 210 ملايين يورو لدعم إدارة الهجرة في إطار برنامج تعاون معزز مع نواكشوط.
تشير التقارير الإعلامية الإسبانية إلى أن موريتانيا أصبحت منذ نهاية العام الماضي نقطة انطلاق رئيسية للقوارب الخشبية المتجهة إلى جزر الكناري، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بعد الصيف عندما تكون المياه أكثر هدوءًا. كما تشهد موريتانيا ضغوط هجرة هائلة، حيث تستقبل أكثر من 150 ألف نازح وفقًا لأرقام الاتحاد الأوروبي، دون وجود مؤشرات على توقف تدفق المهاجرين إليها.
على مستوى إسبانيا، ارتفع عدد المهاجرين عبر البر والبحر بنسبة 66.2% منذ بداية العام حتى منتصف أغسطس، حيث زاد من 18,745 إلى 31,155 مهاجرًا، وذلك بحسب وزارة الداخلية. ومع ذلك، سجل عدد الوافدين إلى جزر الكناري انخفاضًا بنسبة 11%، مما يشير إلى أن الزيادة في أعداد المهاجرين تعود بشكل رئيسي إلى الضغط على طرق الهجرة الأخرى.










