أعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، يوم الجمعة، عن حزنه العميق إزاء الفيضانات المدمرة التي اجتاحت بنغلاديش، وأسفرت عن مقتل 15 شخصاً وأثرت بشكل كبير على حياة ملايين آخرين. وفي ظل الوضع الكارثي الذي تعاني منه البلاد، قدم شريف عرضاً للمساعدة في التعامل مع الأزمة.
وأدت الفيضانات، التي جاءت بعد أسابيع من الاضطرابات السياسية في بنغلاديش، إلى دمار هائل في مناطق واسعة. حيث ارتفع عدد القتلى إلى 15، بينما تسببت الفيضانات في محاصرة ملايين الأشخاص وتدمير واسع النطاق. بنغلاديش، التي تعد من أكثر الدول عرضة للفيضانات في جنوب آسيا، عانت في العقود الأخيرة من فيضانات متكررة.
وأوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني أن شهباز شريف أعرب في رسالة إلى كبير مستشاري بنغلاديش، الدكتور محمد يونس، عن تضامن باكستان الكامل مع بنغلاديش خلال هذه الأوقات العصيبة.
وقال البيان إن باكستان تقف إلى جانب أولئك الذين فقدوا أحبائهم ومنازلهم وسبل عيشهم بسبب الفيضانات.
كما أكد شريف استعداد بلاده لتقديم أي نوع من المساعدة التي تحتاجها بنغلاديش، مشيداً بشجاعة الشعب البنغلاديشي خاصة في مواجهة الشدائد.
وأشار البيان إلى أن الأمطار الموسمية، التي تسبب سنوياً في دمار واسع النطاق، أصبحت أكثر شدة بسبب تغير المناخ، مما يؤدي إلى زيادة تكرار وشدة الأحداث الجوية المتطرفة.
وتسبب الفيضانات الحالية في فيضان جميع الروافد الرئيسية لنهر الجانج ونهر براهمابوترا، مما أدى إلى تأثر مناطق واسعة من البلاد.
وذكرت التقارير الإعلامية المحلية أن الفيضانات أثرت بشكل خاص على مدينة شيتاغونغ ومنطقة كوكس بازار، التي تضم نحو مليون لاجئ من الروهينجا.
كما تعرضت مناطق شرقية قرب العاصمة دكا، بما في ذلك مدينة كوميلا، لأضرار بالغة. وأوضحت وزارة إدارة الكوارث في بنغلاديش أن 190 ألف شخص تم نقلهم إلى ملاجئ الإغاثة الطارئة، في حين تأثر 4.5 مليون شخص بالفيضانات.
وتأتي هذه الفيضانات بعد أقل من ثلاثة أسابيع من الإطاحة برئيسة الوزراء السابقة شيخة حسينة، التي اضطرت إلى الفرار بطائرة هليكوبتر إلى الهند. وقد خلفها الدكتور محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام، والذي يترأس الآن حكومة مؤقتة تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالإصلاحات الديمقراطية.
وقد صرح آصف محمود، وزير الخارجية الجديد، بأن الهند قد تكون مسؤولة عن الفيضانات من خلال إطلاق المياه من السدود عمداً. ومع ذلك، نفت وزارة الخارجية الهندية هذه الاتهامات، مؤكدة أن الأمطار الغزيرة كانت السبب الرئيسي في تدفق المياه.
وفي ظل استمرار الأمطار الغزيرة في ولاية تريبورا الهندية، والتي سجلت قرية باجافا فيها 494 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة حتى يوم الخميس، لا تزال جهود الإغاثة مستمرة في محاولة للتعامل مع الأزمة والتخفيف من آثارها.