ليبيا،تصاعدت حدة التوترات الأمنية في ليبيا عقب اغتيال عبدالرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا”، حيث شهدت مدينة الزاوية تحركات عسكرية مكثفة وإغلاق الطرق الرئيسية. وجاءت هذه التحركات في أعقاب الهجوم المسلح الذي استهدف “البيدجا” في طرابلس مساء الأحد، وأسفر عن مقتله.
ووفقاً لمصادر محلية، أُغلق الطريق الساحلي في مدينة الزاوية بالكامل، وبدأت التحشيدات العسكرية بالأسلحة الثقيلة بالتحرك باتجاه منطقة صياد غرب العاصمة طرابلس. هذه التحشيدات أثارت مخاوف واسعة من احتمالية اندلاع مواجهات مسلحة بين الفصائل المختلفة، خاصة مع تزايد التصعيد العسكري في المنطقة.
عبدالرحمن ميلاد، الذي كان يشغل منصب آمر الأكاديمية البحرية، يعتبر شخصية مثيرة للجدل في ليبيا، حيث وُجهت له اتهامات بتهريب البشر وكان مطلوباً لدى الإنتربول، كما كان يخضع لعقوبات من مجلس الأمن الدولي. ورغم اعتقاله لفترة قصيرة في عام 2021، إلا أنه أُطلق سراحه لاحقاً وعاد إلى مسقط رأسه في الزاوية حيث واصل نشاطه.
وقد أثار اغتيال “البيدجا” ردود فعل متباينة على الساحة الليبية، حيث يرى البعض أن مقتله يمثل تصفية حسابات بين الفصائل المسلحة، بينما يخشى آخرون من أن يؤدي هذا الحادث إلى مزيد من عدم الاستقرار والفوضى في البلاد.
حتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، كما لم تصدر السلطات الليبية بياناً رسمياً يوضح تفاصيل الحادثة أو الإجراءات المتخذة حيالها. ومع استمرار التحشيدات العسكرية في المنطقة، يبقى الوضع في الزاوية وطرابلس محاطاً بالغموض، في ظل تخوفات من تصاعد المواجهات المسلحة وتأثيراتها على الوضع الأمني الهش في البلاد.