واشنطن – يستعد الجيش الأمريكي لاحتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة، وسط قلق متزايد من أن يؤدي انهيارها إلى إشعال صراع إقليمي أوسع نطاقاً. هذا التحضير يأتي في وقت لا تزال فيه المفاوضات متعثرة، وتتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
استعدادات الجيش الأمريكي: في تصريح لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال تشارلز كيو براون عن قلقه بشأن كيفية تأثير فشل المحادثات على التوترات الإقليمية. وأوضح براون أنه كان يدرس كيف ستستجيب الأطراف الفاعلة في المنطقة في حال تعثرت المحادثات، وكيفية حماية القوات الأمريكية من التصعيد المحتمل.
التعثر في المفاوضات: لا تزال المفاوضات بين إسرائيل و”حماس” تواجه صعوبات كبيرة، خاصةً في ما يتعلق بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، فضلاً عن مسألة بقاء القوات الإسرائيلية على شريط “محور فيلادلفيا” الحدودي مع مصر. وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أشار إلى أن الولايات المتحدة ستقدم “أفكاراً” لتسوية المسائل العالقة، لكن الأمر متروك للأطراف المعنية لتقرر القبول أو الرفض.
تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين: بينما تبدي الإدارة الأمريكية تفاؤلاً حذراً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب. المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي وصف المفاوضات بأنها تواجه “انتكاسات متكررة”، وأكد أن الإدارة الأمريكية تشعر بالإحباط من عدم إحراز تقدم ملموس.
تزايد الضغوط: أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إحباطه من دور نتنياهو في المفاوضات، وصرح بأنه لا يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يبذل جهوداً كافية لإنجاح الاتفاق. في الوقت نفسه، تلقي واشنطن مسؤولية الجمود على “حماس”، خاصة بعد سقوط 6 رهائن إسرائيليين الأسبوع الماضي، مما زاد من الإلحاح على عملية التفاوض.
المقترحات الجديدة: تسعى واشنطن جاهدة لتقديم مقترح جديد لوقف الحرب وتحرير المحتجزين خلال الأيام المقبلة، مع إصرار عائلات المحتجزين الأمريكيين على أن ينظر البيت الأبيض بجدية في صفقة أحادية مع “حماس”. المصادر تشير إلى أن الإدارة تبحث خيارات لحل نقاط الخلاف الرئيسية التي تعرقل التوصل إلى اتفاق شامل.
الركيزة الأساسية للتفاوض: العقبات الرئيسية في المفاوضات تشمل إصرار إسرائيل على بقاء قواتها في محور فيلادلفيا الحدودي، وتفاصيل صفقة تبادل الأسرى بين “حماس” وإسرائيل. الخبراء الأمريكيون يعتقدون أن حل هاتين العقبتين سيكون أساسياً لتحقيق تقدم في المفاوضات.
في ظل التصعيد المتزايد والمخاوف من اتساع الصراع، تبقى الأعين على كيفية تطور المفاوضات خلال الفترة المقبلة. التحديات لا تزال كبيرة، وتتطلب تعاوناً دولياً وإقليميًا مكثفاً لإيجاد حل دبلوماسي يحد من تصاعد الأوضاع ويحقق الاستقرار في المنطقة.