كشف الجنرال أوليكساندر سيرسكي، قائد الجيش الأوكراني، في مقابلة حصرية مع شبكة CNN، عن تفاصيل جديدة حول التوغل الأوكراني المفاجئ في منطقة كورسك الروسية. وأكد سيرسكي أن المعلومات الاستخباراتية الأوكرانية كانت تشير إلى أن روسيا كانت تستعد لشن هجوم كبير على الأراضي الأوكرانية انطلاقاً من كورسك، مما دفع القيادة الأوكرانية إلى اتخاذ قرار شن الهجوم الاستباقي.
وأوضح سيرسكي أن عملية كورسك حققت أهدافها الاستراتيجية، حيث تمكنت القوات الأوكرانية من تعطيل خطط الهجوم الروسية، وإجبارها على سحب قواتها من مناطق أخرى، وتخفيف الضغط على الجبهات الأخرى. كما أكد القائد الأوكراني أن العملية ساهمت في رفع معنويات القوات الأوكرانية والشعب الأوكراني بشكل عام.
ونقل سيرسكي عن المعلومات الاستخباراتية أن روسيا كانت قد نقلت عشرات الآلاف من الجنود، بما في ذلك قوات النخبة، إلى منطقة كورسك استعداداً للهجوم. وأشار إلى أن هذا الهجوم كان يمثل تهديداً كبيراً للأمن القومي الأوكراني.
أفاد الجنرال أولكسندر سيرسكي، قائد القوات الأوكرانية، بأن الوضع في منطقة بوكروفسك، المدينة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا، قد شهد تحسناً ملحوظاً في الأيام الأخيرة. وأوضح سيرسكي أن القوات الأوكرانية قد تمكنت من وقف التقدم الروسي في هذه المنطقة، التي كانت مركزاً للمعارك الشديدة لأسابيع مضت.
في تصريحاته، قال سيرسكي: “على مدى الأيام الستة الماضية، لم يتقدم العدو متراً واحداً في اتجاه بوكروفسك. بعبارة أخرى، استراتيجيتنا ناجحة”. وأشار إلى أن القوات الأوكرانية قد تمكنت من الحد من قدرة الروس على المناورة وتقديم التعزيزات من جبهات أخرى، مما أدى إلى انخفاض كمية وشدة القصف المدفعي الروسي.
التحديات والمزايا التكتيكية
على الرغم من هذا التقدم، اعترف سيرسكي بأن أوكرانيا تواجه تحديات كبيرة بسبب التفوق الروسي في الطيران والصواريخ والمدفعية. وأضاف أن روسيا تمتلك ميزة في عدد الذخائر والأفراد والدبابات ومركبات المشاة القتالية، مما يفرض على أوكرانيا تحسين كفاءتها وتكييف استراتيجياتها. وأوضح قائلاً: “لا يمكننا القتال بنفس الطريقة التي يقاتلون بها، لذلك يجب علينا استخدام النهج الأكثر فعالية واستغلال خصائص التضاريس والهياكل الهندسية إلى أقصى حد”.
وأشار سيرسكي إلى أن أوكرانيا قد طورت برنامجاً متقدماً للطائرات بدون طيار وأساليب تقنية أخرى لمواجهة التفوق الروسي.
زيادة التجنيد والتدريب
أصبح تجنيد المزيد من الجنود أولوية قصوى لأوكرانيا، خاصة في ظل التأخيرات في تسليم المساعدات العسكرية الأمريكية والنقص الحاد في الذخيرة. وقد أقرت الحكومة الأوكرانية قانوناً جديداً للتعبئة يتطلب من جميع الرجال بين 18 و60 عاماً التسجيل في الجيش وحمل وثائق التسجيل الخاصة بهم في جميع الأوقات.
وأوضح سيرسكي أن المجندين الجدد قد وصلوا إلى الخطوط الأمامية بعد 7 أشهر من التجنيد، ولكن ليس جميعهم كانوا مستعدين بشكل كامل للقتال. وأشار إلى أن عملية التدريب للمجندين الجدد تتضمن شهراً من التدريب العسكري الأساسي يليه تدريبات متخصصة قبل إرسالهم إلى ساحة المعركة.
ورغم الاعتراف بأن التدريب قد لا يكون مثالياً، أكد سيرسكي أن الجهود مستمرة لتحسين جودة التدريب وتزويد القوات بالأدوات اللازمة لمواجهة التحديات التي تواجهها أوكرانيا في المعركة المستمرة ضد الهجوم الروسي.