في تطور متسارع للأحداث في منطقة القرن الإفريقي، أفادت التقارير بأن القوات الإثيوبية قد سيطرت على جميع المطارات الرئيسية في منطقة جيدو في الصومال، بما في ذلك مطارات لوق ودولو وبارديري وغاربهاري.
هذا التصعيد يأتي في وقت يشهد فيه الإقليم توترات متزايدة، خاصة في ظل استعداد مصر لنشر قوات في المناطق الحدودية، مما يعزز المخاوف من تصعيد أوسع.
التوترات الإثيوبية والصومالية
التوتر بين إثيوبيا والصومال تصاعد بشكل كبير بعد توقيع اتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال يمنح الأخيرة 20 كيلومترًا من الوصول إلى البحر الأحمر لبناء قاعدة عسكرية وميناء.
هذا الاتفاق أثار غضب الحكومة الصومالية، التي تعتبره تهديدًا للأمن الوطني وسيادة أراضيها. وفي المقابل، تسعى إثيوبيا للحصول على اعتراف رسمي بأرض الصومال كدولة ذات سيادة، وهو ما يرفضه الصومال بشدة.
جيبوتي وإثيوبيا وكينيا يقررون طرد حركة الشباب من الصومال
تحركات عسكرية جديدة للجيش الإثيوبي بعد وصول القوات المصرية إلى الصومال
إثيوبيا ترسل قوافل عسكرية إلى الصومال لمواجهة تهديدات القوات المصرية “فيديو”
جهود الوساطة والفشل
فشلت الجهود المبذولة لجلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات، حيث أصر الصومال على الانسحاب من الاتفاق. وفي رد فعل على هذا الوضع، تواصلت الصومال مع كل من مصر وتركيا. وقد أرسلت الدولتان فرقًا بحرية لحماية الساحل الصومالي الذي يمتد على طول 3333 كيلومترًا. هذا التعاون الإقليمي أثار قلق إثيوبيا، التي ترى فيه تهديدًا متزايدًا.
الخلافات بين مصر وإثيوبيا
الأمر زاد تعقيدًا بسبب الخلافات بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة الكبير. تزعُم القاهرة أن السد يحرم شعبها من مياه النيل ويؤثر سلبًا على سبل العيش. من ناحية أخرى، انتقدت إثيوبيا تسليم الأسلحة إلى الصومال، معتبرة أن هذا التعاون مع مصر “يتجاوز الخط الأحمر”.
الرد الإثيوبي واستعدادات الدفاع
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد شدد على أن “أي شخص يعتزم غزو إثيوبيا يجب أن يفكر عشر مرات قبل القيام بذلك”، مشيرًا إلى أن إثيوبيا لم تنخرط في صراعات مع الدول المجاورة في السنوات الأخيرة. ومن جانبه، أكد قائد قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، المشير برهانو جولا، استعداد بلاده للدفاع عن سيادتها ضد أي انتهاك. في بيان له، اتهم الجنرال جولا زعماء الصومال بالتعاون مع قوى خارجية عملت سابقًا ضد إثيوبيا، دون أن يذكر أسماء بعينها.
ابعاد إثيوبيا من بعثة السلام
الصومال استبعدت مشاركة القوات الإثيوبية في مهمة حفظ السلام القادمة التي تنطلق في أوائل العام المقبل. من المقرر أن تحل بعثة الدعم والاستقرار التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال (AUSSOM) محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) التي تنتهي فترة عملها. على الرغم من أن إثيوبيا تشارك حاليًا في بعثة ATMIS، إلا أن الصومال تصر على عدم تضمين القوات الإثيوبية في المهمة الجديدة.
مع سيطرة القوات الإثيوبية على المطارات الرئيسية في منطقة جيدو، والتوترات المتزايدة بين إثيوبيا والصومال، والتعاون الدفاعي المتنامي بين الصومال ومصر، تظل المنطقة في حالة ترقب. يمكن أن يتصاعد الصراع الإقليمي إذا لم تتم معالجة القضايا العالقة بشكل فعال، مما يستدعي جهودًا دولية أكبر لتجنب مزيد من التصعيد.