أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده وروسيا تخططان لتنفيذ 40 مشروعًا استثماريًأ، مضيفًا في الوقت نفسه أنه يرحب بالتواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولكن وفقًا لشروطه.
وقال الرئيس السوري في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية أن روسيا وسوريا تخططان لـ 40 مشروعا استثماريا، وأن زيادة عدد القواعد العسكرية الروسية في سوريا قد تكون ضرورية في المستقبل، كما أشار الأسد إلى أن اللقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتبط بانسحاب تركيا من الأراضي السورية ووقف دعم الإرهاب، وهذه تفاصيل اللقاء الكامل:
وأضاف الأسد أنه «خلال السنوات الماضية، خلال سنوات الحرب في سوريا، دائما اللقاءات مع الرئيس بوتين تطرق لملفات مهمة.
نستطيع أن نقول إن كل الزيارات كانت هامة، ولكن هذه الزيارة كانت تتميز بشيء أكثر أهمية من جانبين:
الجانب الأول، هو الجانب السياسي، وهو اللقاء الأول بيني وبين الرئيس بوتين بعد بدء الحرب الأوكرانية، وربما بعد انتهاء أزمة كورونا، لأن كورونا والحرب الأوكرانية، هما اللذان أثرا على مجمل الوضع العام في العالم، الآن نرى بأن التحالفات في العالم تغيرت، والاصطفافات في العالم تغيرت.
كان لا بد من القيام بالنقاش لتحليل هذا الوضع لنضع تصورا مشتركا سوريا روسيا، نحدد فيه كيف نتعامل مع المرحلة المقبلة. هذا من جانب، من جانب آخر، اجتمعت اللجان المشتركة عدة مرات بين الطرفين الروسي والسوري ولكن لم تكن النتائج بمستوى الطموحات، هناك تبادل تجاري، وتطور، ولكنه ما زال ضعيفا.
في هذه المرة، اجتماع اللجنة المشتركة كان مختلفا، ركز على نقاط محددة، تحديدا على المشاريع الاستثمارية، حتى الاتفاقية التي سيتم توقيعها، وحتى تتوجه باتجاه 40 مشروعا استثماريا محددا في مجالات الطاقة والكهرباء والنفط، في مجال النقل، في مجال الإسكان، في المجالات الصناعية، وفي مجالات مختلفة أخرى كثيرة، ولكن بمشاريع محددة بدقة، وأيضا أضيف إليها آليات لمتابعة وإنجاح هذه المشاريع.
إذا من الناحية الاقتصادية هو مفصل جديد بالنسبة للعلاقة، لذلك كما قلت أنت في البداية، كان الوفد وفدا كبيرا لأن العمل على هذه الاتفاقية استغرق سنوات وليس أشهر، ولكن العمل المكثف كان خلال الأشهر الأخيرة.
النقطة الثانية هي التحولات العالمية. ولكن بالنسبة لنا في سوريا، يهمنا في الدرجة الأولى الموضوع التركي، والمفاوضات مع الطرف التركي، باعتبار تركيا هي جزء من الحرب في سوريا ولديها قوات تحتل أراضينا.
وتابع الأسد: حاليا تمت دراسة المشاريع، وسيتم توقيع الاتفاقية لاحقا خلال أسابيع، ولكن هذه النقطة تركت لكل مشروع ولكل شركة على حدة، فكل مشروع سيُقيّم بشكل منفصل لاحقا. هذا جزء من آلية متابعة المشاريع وإنجاحها، ولكن تأتي لاحقا.. الفكرة كانت هي أهداف الاتفاقية أكثر ما هي الأرقام حاليا.
وعن الزلزال السوري الأخير أشار الرئيس السوري أن هذا الموضوع لم يكن هو جوهر المحادثات هذا اليوم. أنا نقلت شكري للرئيس بوتين والحكومة الروسية على مساعداتها، لأن الحكومة الروسية انطلقت بشكل ذاتي منذ الساعات الأولى لمساعدة سوريا وشارك الجيش الروسي في عمليات الإنقاذ، وما زالت هذه المساعدات مستمرة.
ولكن هناك جانب آخر للدعم المتعلق بالزلزال، وهو الذي يتعلق بإعادة الإعمار وإعادة المهجرين إلى منازلهم. لا بد قبل أن نطلب مساعدة من أي جهة بهذا الموضوع الحيوي للمرحلة القادمة، أن نضع في سوريا آليات وهيكليات مسؤولة عن عملية إعادة الإعمار، وهذا ما نقوم به، عندها يمكن الطلب من الدول أن تساهم معنا في عملية إعادة الإعمار، وإعادة المهجرين إلى أماكن سكنهم الأصلية أو أماكن سكن أخرى.
وبسؤاله عن السياسة العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها، وكيفية وضع حد لهذا الأمر، أجاب الأسد: أنت بحاجة إلى عدة محاور بالتوازي لكي تصل إلى هذه النتيجة.
ما زالت الولايات المتحدة قوة عظمى، ولو أنها قد تكون بانحدار، ولكن لا نستطيع أن نأتي وأن نقول بأن هناك دولة ستوقف هذه العدوانية الأميركية التي استمرت على الأقل لثلاثة عقود منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، وربما أكثر من ذلك، منذ الحرب الكورية.
ولكن هناك طرق مختلفة، أولا، إذا كنا نتحدث عن العمل السياسي، لا بد أن يكون هناك تحالف بين عدة دول.
روسيا والصين تحملان مسئولية كبرى في هذا الموضوع، وهناك دول البريكس، وهناك دول أخرى بدأت تبتعد عن الولايات المتحدة، وبدأت تفقد الثقة بها، وتشعر بأن الولايات المتحدة هي خطر على الاستقرار العالمي، وعندما نقول الولايات المتحدة، فهذا يعني معها الكتلة الغربية من الناحية السياسية، هذا من جانب.
من جانب آخر، الأساطيل الأميركية في العالم كلها موجودة لخدمة شيء واحد، كل الحروب التي تقوم بها من أجل شيء واحد هو الدولار الأميركي، وبالتالي، عندما يكون هناك تحالف اقتصادي يوجد بديل للدولار، لأية دولة ترغب.. فعندها لن تكون الولايات المتحدة قادرة على السيطرة على مصير اقتصاد الدول والشعوب، وعندها سيكون هناك نهاية لهذه الحروب.