رغم اقتراب العدوان الإسرائيلي بالقصف المستمر على قطاع غزة ، من إتمام الخمسين يوما ، و رغم حالة التضامن الواسعة التي يبديها كثير من مشاهير العالم من فنانين و مؤثرين على السوشيال ميديا مع أهل القطاع ، إلا أن عضوا سابقا بجماعة ” الإخوان المسلمون ” يعمل مراسلا لقناة إسرائيلية تروج لجرائم الاحتلال .
فـ” أبو بكر خلاف ” الذي يعمل مراسلا لقناة ” آي 24 ” الإسرائيلية ، وهو صحفي مصري ، و عضو سابق بجماعة ” الإخوان المسلمون ” و يقيم في تركيا ، مازال مستمرا في عمله كمراسل للقناة العبرية ، رغم أنها تشارك منذ اليوم الأول للحرب على غزة ، في نشر الدعاية الإسرائيلية التي تبرر قصف المدنيين بالقطاع .
قناة ” آي 24 ” العبرية هي مصدر الشائعة التي زعمت ان حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” قطعت رؤوس 40 طفلا إسرائيليا ، خلال عمليتها التي شنتها ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي .
تلك الشائعة ظهرت أول ما ظهرت في تغريدة على حساب القناة الموثق على موقع ” إكس ” تويتر سابقا .
و بعد نشر القناة الإسرائيلية لتلك الشائعة تلقفتها وسائل إعلام داعمة للاحتلال الإسرائيلي في عدة دول ، و ذكرها أيضا الرئيس الأمريكي بايدن في تصريحات له خلال الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة .
لكن البيت الأبيض تراجع بعدها بساعات و نفى أن يكون الرئس الأمريكي أو أي من مسؤولي إدرته قد اطلع على ما يثبت قيام حماس بذلك .
و بالعودة لـ ” أبو بكر خلاف ” فهو يشغل حاليا منصب ” مدير شبكة محرري الشرق الأوسط ” التي تنشط من مدينة اسطنبول التركية ، حيث تشغل الرابطة مقرا باهظ التكلفة في برج إداري من أغلى الأبراج الإدارية في مدينة اسطنبول بمنطقة ” جمهوريات ” .
و يعيش ” خلاف ” في مستوى مادي مرتفع على نحو لافت ، و يتنقل كثيرا بين دول أوروبية بشكل شهري ، مما أثار تساؤلات عديدة لدى المصريين و العرب المقيمين في تركيا ، لأنه قبل تأسيس الرابطة لم يكن مرتبطا بعمل ثابت و كان بعيش ظروفا مادية قاسية .
لكن الوضع المادي لـ “خلاف ” اختلف تماما ، مع تأسيس الرابطة .
و رجح مصدر تحدث لـ ” المنشر ” و هو معارض مصري ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين و يعمل بقناة ” وطن ” الناطقة بلسان الجماعة ، أن يكون تمويل أنشطة أبو بكر خلاف قادما من ” إسرائيل ” .
يذكر أن خلاف كان قد عمل لفترة وجيزة بقناة وطن إلا أنه تم فصله بسبب إهماله في العمل .
و تابع المصدر الذي رفض ذكر اسمه قائلا أن أبو بكر خلاف صديق للصحفي و الناشط الصهيوني ” إيدي كوهين ” المعروف بهجومه الدائم على العرب و المسلمين .
و تابع المصدر قائلا أن خلاف دائما ما يشارك في فعاليات و ندوات على مواقع التواصل الاجتماعي مع كوهين ، و أن خلاف لا يخفي ذلك .
كان أبو بكر خلاف قد أشعل جدلا واسعا مطلع العام 2019 عندما زار ” إسرائيل ” بدعوة رسمية من ” مؤتمر هرتزيليا ” للأمن القومي الذي ينظمه ” الموساد ” الإسرائيلي .
و قبل سفره كان خلاف يظهر في فقرة أسبوعية في برنامج الإعلامي المصري محمد ناصر على قناة مكملين المصرية المعارضة و الممولة من دولة قطر .
و هاجم ناصر ” خلاف ” ، بسبب سفره لإسرائيل ، غير أنه عاد و اعتذر له على الهواء .
و سبب اعتذار ناصر لخلاف هو أن ” عزام التميمي ” ، رئيس مجلس إدارة كل من قناتي ” الحوار ” و” مكملين ” كان قد التقى ” أبو بكر ” في أحد المؤتمرات بمدينة اسطنبول ، و طلب منه إصدار اعتذار شكلي عن زيارته لكيان الاحتلال لكي يعود ثانية للعمل في ” مكملين ” .
و بالفعل أصدر خلاف الاعتذار و عاد للظهور مرة أخرى في برنامج محمد ناصر .
و بعد انتقال قناة ” مكملين ” للبث من أيرلندا و بريطانيا ، أصبح خلاف دائم الظهور في برنامج الإعلامية ” دعاء حسن ” زوجة المعارض المصري أيمن نور ، على شاشة قناة ” الشرق ” التي تبث من تركيا أيضا .
و يزعم ” خلاف ” ردا على منتقدي عمله في قناة ” آي 24 ” أن القناة ” عربية ” تبث من كيان الاحتلال ، غير أن الواقع هو أن القناة إسرائيلية تبث بلغات هي الإنجليزية و الفرنسية و العربية .
و تقع مكتب قناة ” آي 24 ” في مدينتي تل أبيب و يافا بالأرض الفلسطينية المحتلة ، و هي مسجلة في لوكسمبرج .
و يمتلك القناة رجل أعمال يهودي فرنسي هو ” باتريك درهي ” و هو من أكبر المتبرعين لكيان الاحتلال في أوروبا .
و يدير القناة يهودي فرنسي مولود في سويسرا يدعى ” فرانك ميلول ” .
و في العام 2014 نشرت قناة ” آي 24 ” إعلانا لها ، وصفت فيه نفسها بـ ” القبة الحديدة ” التي تحمي إسرائيل .
و في نفس العام صرح مالك القناة ” باتريك درهي ” أن هدفه من تأسيسها هو نقل صورة ” رائعة ” عن إسرائيل ” و ” مواجهة كارهيها ” .
يذكر أن كثيرا من الصحفيين العرب العاملين في وسائل إعلام غربية تقدموا باستقالاتهم من وظائفهم بسبب التغطية الإعلامية المنحازة لجرائم الاحتلال في غزة وقصفه المتكرر للقطاع .
بدأت تلك الاستقالات باستقالة الصحفي التونسي ” بسام بونني ” من عمله بقناة ” بي بي سي ” بسبب التغطية المتحيزة لجرائم الاحتلال في غزة .
بعد ذلك استقال الصحفي اللبناني ” إبراهيم شمص ” من نفس القناة و لنفس السبب .
تبعت ذلك حزمة استقالات جمايعة من بي بي سي لموظفين عرب ، و لذات السبب .