أظهرت أرقام رسمية بريطانية انخفاض حركة السفن عبر قناة السويس بنسبة تصل إلى الثلثين منذ بداية شهر أبريل الحالي، مما يسلط الضوء على تأثير الاضطرابات في البحر الأحمر على التجارة العالمية.
وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني “أو إن إس” بأن عبور السفن للممر المائي قد انخفض بنسبة 66 في المئة خلال الأسبوع الأول من أبريل، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
تعتبر قناة السويس طريقًا تجاريًا رئيسيًا للسفن التي تسافر بين آسيا وأوروبا، وتحمل غالبًا سلعًا مثل النفط والغاز الطبيعي.
وبالإضافة إلى ذلك، سجلت البيانات انخفاضًا بنسبة 59 في المئة للسفن التي تدخل وتخرج عبر مضيق باب المندب خلال الفترة ذاتها.
ويعتمد مكتب الإحصاءات الوطنية في تقديم بياناته على تحليل لعدد السفن باستخدام التكنولوجيا التي تتتبع مواقع الشحن كل بضع ثوان.
وتسلط هذه البيانات الضوء على تأثير الاضطرابات التي شهدها البحر الأحمر نتيجة تصاعد الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وقد تعرضت سفن الحاويات على طول طرق التجارة الرئيسية في البحر الأحمر لهجمات متكررة منذ نوفمبر الماضي، شنها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران.
وأدت هذه الهجمات إلى تعطيل التجارة البحرية العالمية في هذه المنطقة الاستراتيجية، مما أجبر الشركات على تغيير مسار سفنها حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى تأخيرات وارتفاع تكاليف الشحن.
وأظهرت البيانات أن حركة السفن حول رأس الرجاء الصالح بدأت في الارتفاع في ديسمبر، وبحلول الأسبوع الثاني من فبراير بلغت أكثر من الضعف مقارنة بالأسبوع نفسه من عام 2023.
وفي السياق ذاته، أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم مؤخرًا عن مهاجمة نحو مئة سفينة منذ بدء عملياتهم، في حين شكلت واشنطن تحالفًا متعدد الجنسيات في ديسمبر لحماية حركة الملاحة البحرية دون النجاح في وقف الهجمات.