جريمة القتل البشعة التي هزت الشارع المصري أثارت استياءً وغضباً شديدين، بمقتل طفل أحمد محمد سعد ويبلغ من العمر 15 عامًا، بعزبة عثمان بمدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، والذي تعرض للقتل وتقطيع أشلائه، في حالة نموذجية للجرائم التي ترتكب عبر الإنترنت المظلم، يُعرف بـ “دارك ويب”.
ماهو “دارك ويب”
الإنترنت المظلم، أو ما يُعرف بـ “دارك ويب”، هو إصدار موازي لشبكة الإنترنت العادية، حيث تتواجد مواقع تُعرف بـ “مواقع خفية ومشفرة” داخلها، والتي لا يتم فهرسة محتواها بواسطة محركات البحث التقليدية. يتطلب الوصول إلى هذه المواقع استخدام برمجيات خاصة مثل الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN).
تُعتبر شبكة “دارك ويب” بيئة غير مراقبة تمامًا، حيث لا توجد شروط أو رقابة، مما يمكن الأفراد من إخفاء هويتهم وموقعهم على الشبكة.
تستضيف مواقع “دارك ويب” نشاطات تتضمن تجارة منتجات ممنوعة، مثل الأسلحة والمخدرات والعملات المزيفة والبرمجيات الضارة، بالإضافة إلى توجيهات القرصنة والمواد الإباحية ذات الصلة بالأطفال، وتجارة بشرية وتجارة أعضاء الجسم البشري.
جريمة طفل شبرا
الحادثة التي هزت مصر وقعت في عزبة عثمان بمدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، حيث تم اعتقال المشتبه به في قتل الطفل من قبل النيابة العامة. وأوضحت النيابة أن المشتبه به ارتكب الجريمة بتوجيهات من فرد آخر، واعترف بتورطه في الحادثة.
الضحية، الذي يُدعى أحمد محمد سعد ويبلغ من العمر 15 عامًا، تم العثور عليه في إحدى الشقق السكنية، حيث تم نزع أحشائه ووضعها في كيس بجانب جثته.
بعد اعتقاله من قبل الشرطة، اعترف المشتبه به بارتكاب الجريمة، وذلك بناءً على طلب من مواطن مصري مقيم في دولة الكويت، حيث تعرفا على بعضهما البعض من خلال إحدى منصات التواصل الاجتماعي المخصصة لتجارة الأعضاء البشرية عبر الإنترنت المظلم.
وفقًا لبيان صادر عن النيابة العامة المصرية، كشفت التحقيقات عن الجاني وتم القبض عليه واستجوابه، حيث اعترف بتنفيذ الواقعة بناءً على طلب من مواطن مصري يقيم في دولة الكويت. وكان قد تعرف عليه من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة في تجارة الأعضاء البشرية.
طلب المواطن المقيم في الكويت من المتهم اختيار طفل لسرقة أعضائه مقابل مبلغ مالي قدره خمسة ملايين جنيه مصري.
بعد اختياره للضحية وعرضه عليه عبر تقنية الفيديو كول، طلب منه المواطن المقيم إزهاق حياة الطفل تمهيدًا لسرقة أعضائه، وأبلغه بأنه سيتم إرشاده لإكمال العملية عبر نفس التقنية. وبعد أن قام المتهم بتنفيذ ما طُلب منه، تم تكليفه بتكرار الفعل مع طفل آخر للحصول على المبلغ المتفق عليه، إلا أنه تم القبض عليه قبل تنفيذ العملية الثانية.
كيف تواجه الإنترنت المظلم؟
تُعتبر هذه الجريمة حالة نموذجية للجرائم التي ترتكب عبر الإنترنت المظلم، حيث يتم تنسيق أنشطة غير شرعية، مثل تجارة البشر والأعضاء البشرية، عبر هذه المنصات غير المراقبة والمشفرة.
الإنترنت المظلم يشكل بيئة مثالية لممارسة الأنشطة غير القانونية دون مخاطرة بالكشف أو المساءلة القانونية.
يشير الخبراء إلى أن استخدام الإنترنت المظلم لهذه الأنشطة الإجرامية يمثل تحديًا كبيرًا للسلامة العامة وأمن المجتمعات، حيث يتيح للجناة والمتهمين إمكانية القيام بأعمالهم بشكل مخفي ومجهول، مما يعرض الأفراد والمجتمعات لمخاطر كبيرة.
تحذر القوانين من بث ونشر وترويج مواد تحتوي على مشاهد عنف وقتل أو تجارة البشر عبر الإنترنت العادي، إلا أن الإنترنت المظلم يعمل خارج نطاق هذه القوانين ويمثل تحديًا للسلطات في مكافحة الجرائم المنظمة.
يجب على السلطات القانونية والأمنية العمل بشكل فعال لمواجهة تلك الجرائم المروعة التي ترتكب عبر الإنترنت المظلم، وتبني استراتيجيات متكاملة لمكافحة هذه الظاهرة وحماية المجتمعات من خطرها.