كشفت صور فضائية حديثة عن توقف مفاجئ لأربعة توربينات في سد النهضة الإثيوبي، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الفنية وراء هذا التوقف، وتأثيره على دولتي المصب، مصر والسودان.
وأشارت التقارير إلى أن أول توربينين تم تركيبهما في فبراير وأغسطس 2022 عملتا بشكل متقطع، حيث كانتا تعملان لبضعة أسابيع ثم تتوقفان لعدة أشهر. أما التوربينان الآخران اللذان تم تركيبهما في أغسطس 2024، فقد عملتا لأيام قليلة فقط قبل أن تتوقف.
وتشير بعض التحليلات إلى أن أسباب التوقف قد تكون مرتبطة بمشاكل فنية في تركيب التوربينات أو ضبطها، أو بوجود خلل في الشبكة الكهربائية المخصصة لنقل الطاقة المنتجة.
قد يكون تصميم السد أو التوربينات يعاني من بعض المشكلات التي تجعلها غير قادرة على العمل بكفاءة، وقد تكون هناك أسباب أخرى لم يتم الكشف عنها بعد، مثل نقص المياه أو الرواسب التي تؤثر على عمل التوربينات.
تأثير التوقف على دول المصب:
يؤدي توقف التوربينات إلى تأخير عملية ملء سد النهضة، مما يقلل من المخاوف المتعلقة بتأثير السد على حصة مصر والسودان من مياه النيل.
وقد يستغل الجانب الإثيوبي هذا التوقف لزيادة الضغط على مصر والسودان للموافقة على اتفاقية ملء وتشغيل السد بشروط أكثر ملاءمة لإثيوبيا.
وقد يؤدي انخفاض حصة مصر والسودان من المياه إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة، خاصة في القطاع الزراعي.
الوضع الحالي للمخزون المائي:
رغم توقف التوربينات، فإن مستوى التخزين في بحيرة السد استقر عند منسوب 638 مترًا فوق سطح البحر، بإجمالي تخزين 60 مليار متر مكعب. ومع ذلك، فإن الإيراد اليومي الحالي من المياه لا يكفي لتشغيل سوى توربين واحد عند إعادة تشغيلها.
التطلعات المستقبلية:
تخطط إثيوبيا لتركيب ثلاثة توربينات أخرى خلال شهر ديسمبر الجاري، ولكن يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التوربينات ستعمل بشكل مستقر أم أنها ستواجه نفس المشاكل التي واجهتها التوربينات السابقة.
توقف توربينات سد النهضة يمثل تطوراً جديدًا في هذا الملف الشائك، ويؤكد على أهمية التوصل إلى اتفاق عادل ومنصف بين الدول الثلاث حول قواعد ملء وتشغيل السد. يجب على الدول المعنية تكثيف جهودها الدبلوماسية للوصول إلى حلول توافقية تضمن حقوق الجميع.