رسالة الماجستير – أسباب صعود حركة طالبان إلى الحكم
ناقشت الباحثة منى قشطة في رسالة الماجستير التي أعدتها بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، موضوعًا بالغ الأهمية يتعلق بصعود حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان. حيث تناولت في رسالتها التي حملت عنوان “أسباب صعود فاعل دون الدولة إلى الحكم: دراسة حالة حركة طالبان الأفغانية”، العوامل التي أدت إلى هذا الصعود، ودورها في النظام الدولي. الرسالة تتناول أيضًا تأثير نموذج حركة طالبان على الفواعل غير الدولة الأخرى، مثل هيئة تحرير الشام في سوريا.
الفصول الرئيسية للدراسة
تتكون الرسالة من ثلاث فصول رئيسية:
- الفصل الأول: التأصيل الفكري والحركي لحركة طالبان، وتحليل خصائص المجتمع الأفغاني، مع التركيز على البشتون الذين تشكل الحركة جزءًا كبيرًا منهم.
- الفصل الثاني: العوامل الداخلية والخارجية التي ساعدت في صعود الحركة الأول في الفترة ما بين 1996 و2001.
- الفصل الثالث: العوامل نفسها خلال صعود الحركة الثاني بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في 2021.
نتائج الدراسة
أظهرت الدراسة أن ظاهرة الفاعلين المسلحين من غير الدول، مثل حركة طالبان، قد شهدت تطورًا كبيرًا في العقدين الماضيين. هذه الفواعل أصبحت من أبرز التغيرات التي طرأت على النظام الدولي، بما أثر على الاستقرار الأمني والسياسي في العديد من المناطق. وقد ركزت الدراسة على كيفية تفسير صعود طالبان لحكم أفغانستان مرتين، موضحة أن هذا الصعود تم نتيجة تضافر مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية.
أبرز النتائج:
- الظروف الداخلية والخارجية: أظهرت المقارنة بين فترتي صعود حركة طالبان أن الظروف الداخلية مثل الفوضى كانت أكثر تأثيرًا في الصعود الأول، بينما كان الانسحاب الأمريكي له الدور الأكبر في الصعود الثاني.
- الاستراتيجيات والأدوات: اعتمدت طالبان في الصعود الأول على استراتيجيات تقليدية للسيطرة على المدن، بينما استخدمت استراتيجيات وأدوات غير تقليدية في الصعود الثاني.
- مصادر التمويل: في المرحلة الأولى، اعتمدت الحركة على الدعم الخارجي من باكستان، بينما في المرحلة الثانية تمكنت طالبان من تطوير مصادر تمويل متنوعة ساعدتها في تأسيس اقتصاد موازٍ.
- شرعية الحركة: في فترة حكمها الأولى، استخدمت طالبان الأبعاد الأيديولوجية والدينية لتكسب الشرعية، بينما في فترتها الثانية، أظهرت انفتاحًا على المجتمع الدولي وسعت للحصول على اعترافات دبلوماسية.
التوصيات
أوصت الدراسة بتوجيه المزيد من الدراسات الأكاديمية إلى تحليل ظاهرة الفاعلين المسلحين من غير الدول، حيث يساهم فهم هذه الفواعل في تطوير استراتيجيات أكثر فعالية لمواجهة الإرهاب. كما ركزت الدراسة على أهمية البحث في “حكومات الأمر الواقع” التي يمكن أن تظهر نتيجة لظروف مشابهة لتلك التي شهدتها أفغانستان، مشيرة إلى أن التعامل مع هذه الحكومات يحتاج إلى استراتيجيات خاصة.
خاتمة
خلصت الدراسة إلى أن فشل المجتمع الدولي في التعامل مع واقع أفغانستان، ومعرفة طبيعة المجتمع الأفغاني، كان من الأسباب التي ساعدت طالبان على تعزيز قوتها. وأوصت الدراسة بضرورة مراجعة السياسات الدولية في التعامل مع الحركات المسلحة غير الحكومية، وضرورة تقديم الدعم لهذه الحركات في حالات معينة لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.