انسحاب القوات الإثيوبية من مدينة دينسور يثير المخاوف من عودة حركة الشباب
الانسحاب الإثيوبي
أخلت القوات الإثيوبية اليوم الثلاثاء مواقعها العسكرية في مدينة دينسور، التي تقع في إقليم باي بولاية جنوب غرب الصومال. وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، مما أثار العديد من المخاوف بين السكان المحليين الذين يترقبون عودة محتملة لمقاتلي حركة الشباب إلى المنطقة التي كانت تحت وطأة الحصار العسكري.
وفقا لمسؤولين محليين في مدينة دينسور، فقد انسحبت القوات الإثيوبية من عدة قواعد عسكرية كانت تشرف على حماية المدينة. ويعتبر هذا الانسحاب خطوة غير متوقعة، حيث كانت المدينة واحدة من المواقع الحيوية التي تمركزت فيها القوات الإثيوبية ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي (AUSSOM) لمساندة الحكومة الصومالية في حربها ضد جماعة الشباب المسلحة.
تعد مدينة دينسور، التي تبعد حوالي 266 كيلومترا عن العاصمة مقديشو، مركزا استراتيجيا في الصراع المستمر بين قوات الحكومة الصومالية وحركة الشباب. وكان للوجود الإثيوبي في المنطقة دور مهم في مكافحة نشاط حركة الشباب، إذ شكل وجودهم عامل ردع للجماعة المسلحة التي تسعى للتمدد والسيطرة على المزيد من الأراضي.
القلق المحلي
الانسحاب المفاجئ للقوات الإثيوبية من المدينة أثار قلق السكان المحليين، الذين عبروا عن مخاوفهم من عودة مقاتلي حركة الشباب إلى المنطقة. كان الشباب قد شنت هجمات سابقة على المدينة، مما أدى إلى نزوح العديد من العائلات. كما أن الحركة لا تزال تمتلك القدرة على شن هجمات واسعة في المناطق القريبة.
أحد المسؤولين المحليين في دينسور، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أشار إلى أن الأهالي يعيشون في حالة من الخوف والترقب بعد انسحاب القوات الإثيوبية. وقال إن هناك مخاوف كبيرة من أن يؤدي الانسحاب إلى فراغ أمني، مما يمكن أن يتيح لحركة الشباب العودة إلى المنطقة واستئناف هجماتها.
الأسباب المحتملة للانسحاب
حتى الآن، لم تتضح الأسباب الدقيقة التي دفعت القوات الإثيوبية للانسحاب من مدينة دينسور. البعض يعتقد أن الانسحاب قد يكون جزءا من إعادة انتشار أكبر في إطار بعثة الاتحاد الأفريقي أو ضمن خطة إستراتيجية لتعزيز وجود القوات في مناطق أخرى. لكن هناك أيضا تكهنات بأن انسحاب القوات الإثيوبية قد يكون ناتجا عن التحديات التي تواجهها بعثة الاتحاد الأفريقي في تعزيز الاستقرار في المنطقة وسط استمرار الهجمات على القوات الأجنبية.
التحديات الأمنية
تواجه الصومال تحديات أمنية متزايدة مع تصاعد هجمات حركة الشباب في العديد من المناطق. وتأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة للحكومة الصومالية المدعومة من بعثة الاتحاد الأفريقي، حيث تسعى الحركة المسلحة للتمدد في أراض جديدة، بما في ذلك مناطق جنوب غرب الصومال التي كانت تحت السيطرة الإثيوبية.
مع الانسحاب الإثيوبي، يزداد الضغط على الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي لضمان استقرار المناطق التي تم إخلاؤها. هناك حاجة ملحة لتنسيق جهود الأمن مع قوات محلية أو تعزيز الوجود العسكري في المنطقة لمنع أي محاولات من حركة الشباب للتمدد في دينسور والمناطق المحيطة بها.
الخلاصة
انسحاب القوات الإثيوبية من مدينة دينسور يعكس التحولات العسكرية المستمرة في الصومال. ورغم أن الأسباب الرسمية للانسحاب لا تزال غامضة، إلا أن المخاوف من عودة حركة الشباب إلى المنطقة تظل حاضرة بقوة في أذهان السكان المحليين. ما سيترتب على هذه الخطوة في المستقبل سيعتمد على قدرة الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي على استعادة السيطرة وتعزيز الأمن في المنطقة لمنع أي تصعيد من قبل الجماعة المسلحة.