محكمة جسر الشغور في إدلب تصدر حكمًا بسجن وجلْد المدعى عليه محمود خالد
أصدرت محكمة جسر الشغور في إدلب شمال سوريا حكمًا أثار جدلاً واسعًا في الأوساط القانونية والمجتمعية، يقضي بسجن المدعى عليه محمود خالد لمدة ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى جلده ستين جلدة على دفعتين، بفاصل أسبوع بينهما.
وقد أشار نص القرار إلى أن المدعي قد أسقط حقه الشخصي، وهو ما يعكس تحولًا غير مسبوق في النظام القضائي في سوريا تحت حكم أحمد الشرع الجولاني.
الجلد… عودة إلى العقوبات الجسدية
يُعد هذا الحكم غريبًا عن التقاليد القضائية السورية بشكل عام، فقد كانت العقوبات الجسدية مثل الجلد غائبة عن النظام القضائي السوري المعتمد منذ عقود. آخر مرة تم فيها تطبيق مثل هذه العقوبة كانت في ظل الحكم العثماني على الأراضي السورية في أواخر القرن التاسع عشر.
هذه العقوبات، التي كانت تقتصر في ذلك الوقت على بعض الجرائم الكبرى وفق التفسير الديني السائد آنذاك، تُعتبر اليوم بمثابة عودة إلى ممارسات تاريخية قديمة، مما يثير القلق بشأن تحولات جديدة في النظام القضائي السوري.
التغييرات القضائية في ظل حكم أحمد الشرع
هذا الحكم، الذي جاء بعد وصول أحمد الشرع إلى السلطة في سوريا، يعكس تحولًا كبيرًا في النهج القضائي الذي كان معمولًا به سابقًا. على الرغم من أن القضاء في سوريا، إلا أن تطبيق مثل هذه العقوبات الجسدية يثير تساؤلات كبيرة حول تأثيرات هذه التغييرات على المجتمع السوري.
منذ تولي شادى الويسي لمنصب وزير العدل السوري في سلطة أحمد الشرع، بدأ الاتجاه نحو فرض أنظمة تشريعية أكثر تشددًا في سوريا، بما في ذلك تطبيق بعض التفسيرات المتشددة للشريعة الإسلامية. ويُعتقد أن هذه العقوبات قد تكون جزءًا من نموذج قانوني مستوحى من التفسير الديني الصارم الذي يتبناه النظام الجديد، ويشمل فرض عقوبات مثل الجلد.
تحولات جذرية ومخاوف من التشدد
تزداد المخاوف في أوساط المجتمع السوري، تحت سلطة أحمد الشرع من أن هذه التغييرات قد تكون مقدمة لفرض قوانين أكثر تشددًا في المستقبل. بينما يحاول البعض تبرير هذه التغيرات على أنها ضرورة لتطبيق الشريعة الإسلامية، فإنها تثير قلقًا بشأن الاستقرار الاجتماعي في المستقبل، خاصة في ظل وجود تباين واضح في توجهات وتفسيرات الجماعات المختلفة.
أثر هذه القوانين على مستقبل سوريا ووحدة المجتمع
ما يزيد من تعقيد المشهد هو تزايد المطالبات من بعض الأقليات السورية بضرورة تبني نظام فيدرالي، حيث يشكك هؤلاء في إمكانية العيش في دولة دينية متشددة تعتمد على تفسيرات صارمة للشريعة. وقد بات واضحًا أن هذه التشريعات قد تزيد من الانقسامات الداخلية وتفاقم الخلافات بين مختلف الأطراف، سواء كانت عرقية أو دينية.
يُتوقع أن تكون هذه التحولات القضائية جزءًا من التحديات الكبرى التي ستواجه سوريا في المستقبل القريب، حيث ستزداد الضغوط من أجل إيجاد نموذج ديمقراطي يضمن حقوق الأقليات وحريات الأفراد، مما يساهم في استعادة وحدة المجتمع السوري بعيدًا عن الاستقطابات الدينية والعرقية.










