تعرض المستشار مرتضي منصور الرئيس السابق لنادي الزمالك لسيل من الشتائم من قبل السعوديين، وتعاطفت عدة روابط لمشجعي الأندية السعودية مع الإعلامي الرياضي وليد الفراج، وذلك عقب تصريح صدر من مرتضى منصور قال فيه أنه سيضرب الفراج بالجزمة.
وكان الفراج، مقدم برنامج “أكشن مع وليد”، قد دخل في خلاف حاد مع مرتضى منصور قبل عدة أشهر، ليعيد الأخير هذا الخلاف إلى الواجهة مجددًا خلال مؤتمر صحفي حديث.
وخلال حديثه مع الإعلاميين في المؤتمر، تطرق مرتضى منصور إلى اسم وليد الفراج بأسلوب غير لائق، قائلاً: “الشخص اللي اسمه وليد الفراج ولا شو اسمه”.
وعندما أوضح له أحد الصحفيين أن اسمه وليد الفراج ويعمل في قناة “إم بي سي”، رد منصور قائلاً: “بالجزمة هذا الشخص من السعودية بالجزمة”.
وأضاف مستهزئًا: “أنا لما دخلت على الفراج في الأستوديو، نزل وجهه للأسف”.
هذه التصريحات أثارت موجة استياء واسعة في الوسط الرياضي السعودي، ما دفع روابط مشجعي الأندية إلى إبداء تعاطفها مع الفراج.
وكانت رابطة مشجعي الهلال والأهلي في طليعة المتضامنين، ليتبعها لاحقًا موقف مفاجئ من رابطة مشجعي النصر، التي علّقت قائلة: “نختلف مع الفراج في أشياء كثيرة، لكن لا نقبل عليه الإهانة ونرفض المساس به”.
جدير بالذكر أن وليد الفراج لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي على تصريحات مرتضى منصور.
هذه المهزلة
وقبل الهجوم علي الفراج، وفي وقت سابق خاطب مرتضى منصور، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، حول برنامج تعرضه شاشة “إم بي سي”.
وقال مرتضى منصور في فيديو بثه على قناته عبر “يوتيوب”، إن برنامج “رامز مجنون رسمي”، الذي يقدمه رامز جلال، هو مسيء، ويجب إيقافه، متهما رامز بأنه “ماسوني”.
وأضاف رئيس نادي الزمالك: “نناشدكم يا حكماء العرب أن نوقف هذه المهزلة”.
وتابع مخاطبا ابن سلمان: “هل يرضيك أن قناة سعودية ما عاد فيها إلا المسخرة وقلة الأدب كل يوم؟”.
وفي الفيديو ذاته، شنّ مرتضى منصور هجوما عنيفا على عمرو أديب، متهما إياه بالتخاذل عن قول الحق تجاه برنامج “رامز”؛ خوفا من إدارة “إم بي سي” التي يعمل لديها.
وكان مرتضى منصور أرسل إنذارا لوزارة الداخلية للقبض على رامز جلال، وبلاغا للنائب العام للتحقيق معه، بسبب عرضه “تعذيبا ساديا” بحق الضيوف.
وأشار في بيان إلى أنه “تقدم بطلب إلى وزيرة الصحة ومدير مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بحجز رامز جلال في المستشفى”.
وانطلق رامز في برامج المقالب الساخرة من فئة “الكاميرا الخفية” عام 2011، مقدما 9 نسخ، تحمل عادة الاسم الأول له، مثل: رامز قلب الأسد، رامز في الشلال، ورامز عنخ آمون، قبل أن يظهر بشخصيته الحقيقية في نسخته العاشرة هذا العام، بعنوان “رامز مجنون رسمي”.
من هو مرتضى منصور
قاض سابق ومحام مصري تولى رئاسة مجلس إدارة نادي الزمالك، واشتهر بكثرة رفع القضايا وإثارة الجدل. له سجل حافل في المعارك التي لا تتوقف عند حد الوسط الرياضي، بل تتعداه إلى مجالات السياسة والقضاء والإعلام. يُشبهه البعض بنبات “عباد الشمس” الذي يتحرك دائما في اتجاه الأضواء بحثا عن الشهرة
المولد والنشأة
ولد مرتضى أحمد منصور يوم 17 يونيو/حزيران عام 1952 بحي شبرا، شمال القاهرة.
الدراسة والتكوين
تخرج من كلية الحقوق، وعُين وكيل نيابة بمدينة الإسماعيلية، ثم عمل بالقضاء وشغل منصب رئيس محكمة.
في أواخر عام 1983 استقال مرتضى منصور من القضاء احتجاجا على عرض فيلم سينمائي شوّه صورة السلطة القضائية في مصر عبر تصوير رجال القضاء والمحاماة بصورة غير لائقة، لكن رواية أخرى تقول إنه فصل بقرار من مجلس القضاء الأعلى نظرا لمخالفات قام بها.
اتجه مرتضى عقب ذلك إلى العمل محامياً بالنقض، كما خاض تجربة الانتخابات البرلمانية وأصبح عضوا في مجلس الشعب (2000-2005). كما تولى رئاسة مجلس إدارة نادي الزمالك عام 2005 حتى منتصف 2006، ثم عاد مجددا إلى رئاسة النادي عام 2014.
التجربة السياسية
يصنفه البعض رجلا من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك رغم أنه لم ينتم إلى الحزب الوطني. ومع انطلاق الشرارة الأولى لثورة 25 يناير، كان لمنصور موقف معادٍ للثورة، ونزل هو وأنصاره إلى ميدان مصطفى محمود دفاعاً عن مبارك ونظامه.
وانتشرت مقاطع فيديو له وهو يحرض أنصاره ضد المتظاهرين في ميدان التحرير، واتهم على إثرها بالتحريض على ما يُعرف “بموقعة الجمل” قبل أن تبرئه المحكمة. ويعتبر مرتضى منصور ثورة 25 يناير انقلابا ونكسة لمصر.
وبعد نجاح الثورة في إسقاط مبارك، شارك منصور في تأسيس حزب بعنوان “مصر الحرة”، كما أعلن عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية التي أعقبت الثورة عام 2012 عن حزب مصر القومي، وتم استبعاده من سباق الانتخابات بعدما فقد الحزب فرصة تزكية مرشح للرئاسة.
وبعد ثورة 3 يوليو/تموز 2013 أعلن منصور أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية، مؤكدا نيته إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي في حالة تهديدها للأمن القومي، ومهددا أنه لن يرحم من يسخر منه على “فيسبوك” أو “تويتر”.