تجربة تشغيل توربين جديد في سد النهضة الإثيوبي
إعلان السلطات الإثيوبية عن تجربة تشغيل توربين جديد
أعلنت السلطات الإثيوبية مؤخرًا عن إجراء تجربة لتشغيل توربين جديد في سد النهضة، وهو خطوة تضاف إلى سلسلة من التجارب التي كانت قد بدأتها في وقت سابق من العامين 2022 و2024. إلا أن هذه التجربة تثير تساؤلات جديدة حول مدى جاهزية السد وقدرته على إنتاج الكهرباء فعلاً، أو إذا كانت مجرد رسالة طمأنة للجمهور الإثيوبي.
التوربينات في سد النهضة
تصميم سد النهضة يتضمن تركيب 13 توربينًا، بعد أن تم إلغاء 3 توربينات بسبب عدم الجدوى الاقتصادية. التوربينات موزعة على الجانبين الأيمن (الشرقي) والأيسر (الغربي) للسد، حيث يحتوي الجناح الأيمن على التوربينات من 4 إلى 10، بينما يحتوي الجناح الأيسر على التوربينات من 11 إلى 16.
حتى الآن، تم تركيب توربينين في فبراير وأغسطس 2022، بالإضافة إلى توربينين آخرين في أغسطس 2024، وكان الجميع في الجانب الأيمن من السد. كان من المتوقع تركيب 3 توربينات في ديسمبر 2024، وفقًا للإعلان الرسمي من رئيس الوزراء الإثيوبي، ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن. وفي يوم أمس، ظهرت بعض الإشارات التي تشير إلى احتمال اختبار توربين جديد، حيث خرجت مياه من حوض التوربينات على الجانب الأيسر من السد، وهو ما أثار الشكوك حول ما إذا كان هذا الاختبار بالفعل قد بدأ أم أن الأمر لا يتعدى كونه مجرد إشارات تجريبية.
التخزين ومستوى المياه
تم الإعلان عن أن التخزين الخامس والأخير في السد قد تم في 5 سبتمبر 2024، حيث وصل مستوى المياه إلى 638 مترًا فوق سطح البحر بإجمالي 60 مليار متر مكعب. وبحسب هذه البيانات، كان من المفترض أن يبدأ سحب المياه من المخزون بعد انتهاء موسم الأمطار في أكتوبر. لكن، حتى الآن، لم يتغير مستوى البحيرة، ما يعني أن المخزون لم ينقص ولو قليلًا، وهو ما يثير الشكوك حول قدرة السد على استغلال إيرادات المياه اليومية التي تبلغ 20 مليون متر مكعب، وهي كمية لا تكفي لتشغيل توربين واحد بكفاءة نصفية.
هل هي تجربة حقيقية أم رسالة طمأنة؟
خروج المياه من أحواض التوربينات لا يعني بالضرورة أن التوربينات قد بدأت في إنتاج الكهرباء بشكل فعلي. قد تكون المياه قد خرجت لفترات قصيرة فقط أثناء مرور القمر الصناعي الذي يغطي السد كل 5 أيام في الساعة 7:58:01 صباحًا، في إشارة قد تكون موجهة للاطمئنان على تقدم العمل في السد وتوفير بعض المصداقية للجمهور الإثيوبي الذي ينتظر أي إشارة إيجابية من سد النهضة بعد مرور 14 عامًا على بنائه.
التأثير على مصر والسودان
في حال تم تشغيل التوربينات في الأشهر القادمة، فإن ذلك سيعني تدفق المياه إلى السودان ومصر. ولكن إذا لم يتم تشغيل التوربينات بالشكل المطلوب، فمن المتوقع أن يتم فتح بوابات المفيض العلوى لتفريغ المياه الزائدة، حيث يتوقع أن يتم تفريغ نحو 20 مليار متر مكعب في أبريل أو مايو على أقصى تقدير استعدادًا لاستقبال حوالي 42 مليار متر مكعب من المياه خلال موسم الأمطار (يوليو – أكتوبر). من المهم أن تستمر بوابات المفيض في العمل خلال موسم الأمطار لضمان عدم تأثير السد على المجاري المائية في دول المصب.