كشف شبكة تهريب نترات الأمونيوم بين سوريا ولبنان
كشفت تحقيقات قضائية سورية لبنانية مشتركة عن شبكة تهريب دولية معقدة تربط النظام السوري السابق بميليشيات لبنانية مدعومة من إيران، حيث تم استخدام نترات الأمونيوم المخزنة في مرفأ بيروت لتصنيع البراميل المتفجرة التي ألقي بها على المناطق السورية خلال سنوات الحرب. تظهر الوثائق الجديدة أن الكارثة التي أسفرت عن مقتل 207 أشخاص في أغسطس 2020 كانت جزءاً من مخطط أوسع لتمويل آلة الحرب السورية.
خيوط التحقيق من المرفأ إلى ساحات القتال
بدأت القصة عام 2013 مع رسو السفينة “أرغوس” المحملة بـ2750 طناً من نترات الأمونيوم، حيث تشير التحقيقات إلى أن الشحنة كانت مخصصة أصلاً لتصنيع المتفجرات منخفضة التكلفة. وفقاً لشهادات ضباط سوريين سابقين، تمت عمليات التهريب عبر قنوات أمنية مشتركة بين دمشق وبيروت تحت إشراف مباشر من ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري.
الهندسة الكيميائية للدمار
اعتمدت الاستراتيجية العسكرية السورية على خلط نترات الأمونيوم مع الوقود لصنع متفجرات تصل قوتها إلى 80% من مادة TNT، لكن بتكلفة لا تتجاوز 10% منها. تظهر سجلات الشحن أن 90% من الكمية الأصلية نقلت سراً إلى مصانع الأسلحة السورية بين 2014 و2016، بينما بقي الجزء المتفجر في بيروت كغطاء لعمليات التمويل المشبوهة.
الشبكة الدولية: أسماء وأدوار
تكشف الوثائق القضائية عن تورط شخصيات بارزة مثل جورج حسواني وعماد خوري، وهما رجلا أعمال خاضعان للعقوبات الأمريكية لصلتهما الوثيقة بالنظام السوري. تشير التحويلات المصرفية إلى شركة وهمية مقرها قبرص استخدمت لشراء المواد الكيميائية عبر وسطاء روس في عملية غسيل أموال معقدة بلغت قيمتها 60 مليون دولار.
الضحايا يصعدون المطالبات
تقود جمعيات أهالي الضحايا حملة قضائية دولية، حيث صرح المحامي إيلي درغام قائلاً: “لدينا الآن أدلة ملموسة تربط الدم السوري بالدم اللبناني في نفس الجريمة”. من المتوقع أن تقدم 50 عائلة لبنانية شكاوى ضد مسؤولين سوريين في محكمة الجنايات الدولية خلال الأسابيع القادمة.
التفاصيل القانونية والإعلامية
كشفت صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية تورط نظام الأسد في التهريب والتواطؤ مع ميليشيات لبنانية مدعومة من إيران، مما أدى لوصول المواد المتفجرة إلى مرفأ بيروت التي أحدثت انفجاراً شاملاً. نقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة في وزارة العدل في حكومة تصريف الأعمال السورية أن التحقيقات الموسعة كشفت عن تورط نظام الأسد بالتعاون مع ميليشيات لبنانية مدعومة من إيران في عمليات استيراد وتهريب نترات الأمونيوم.
تحقيقات مستمرة
أفادت مصادر مطلعة على وزارة العدل والإدارة القضائية السورية لصحيفة “نداء الوطن” بأن التحقيقات قد بدأت حول تورط النظام السوري السابق بالتعاون مع ميليشيات لبنانية مدعومة من إيران في استيراد وتهريب نترات الأمونيوم، التي كانت جزءاً مهماً من مخزون الأسلحة العسكرية. واستخدم النظام هذه المادة عبر مزجها مع الوقود لإنتاج متفجرات منخفضة التكلفة وعالية القدرة التفجيرية.
التوسع في التحقيقات
تضيف المصادر السورية أن التحقيقات تتوسع يومياً، حيث تكشف أسرار جديدة عن فضيحة نترات الأمونيوم وتداعياتها، ما يضع مسؤولين سوريين ولبنانيين وإيرانيين كباراً تحت المجهر. ومن المتوقع الكشف عن أسمائهم فور الانتهاء من كافة الإجراءات وعقب الإعلان عن نتائج التحقيقات.
العدالة مفقودة
وفقا للمصادر نفسها، تعزم السلطات السورية على كشف جميع المسؤولين وكذلك الداعمين السياسيين والقانونيين لتلك الأطراف التي تورطت في إدخال شحنات نترات الأمونيوم إلى سوريا واستخدامها في تنفيذ جرائم ضد الشعب السوري.
من المؤكد أن الكشف عن هذه القضية سيشكل صدمة كبيرة لجميع الأطراف المتورطة. في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات في سوريا، تبقى العدالة غير مكتملة ما لم تتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. ونأمل أن يبدأ لبنان الذي يواجه تحديات كبيرة بإجراء تحقيقات حقيقية لمحاسبة المسؤولين عن تسهيل وتخزين وتهريب نترات الأمونيوم، هذه الجريمة التي تربط بين بيروت ودمشق تتجاوز كونها فضيحة سياسية لتصبح قضية قانونية وإنسانية ذات تأثير عميق، ما يضع الدولة اللبنانية أمام اختبار مصيري يتطلب استجابة قوية.









