مفاوضات إسرائيل مع الولايات المتحدة بشأن صفقة الأسرى مع حماس
تجري إسرائيل حالياً مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن استمرار تنفيذ صفقة إطلاق سراح الأسرى مع حركة حماس، حيث تسعى إلى تحرير جميع الأسرى دفعة واحدة دون الالتزام بالانسحاب من قطاع غزة. تأتي هذه المفاوضات في أعقاب تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، التي شملت إطلاق سراح الأسرى الأحياء، في حين تكشف الصحافة الإسرائيلية عن تفاصيل الخطة التي قدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.
خطة نتنياهو: إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة
وفقاً لتقرير صحيفة “هآرتس”، عرض نتنياهو خطة على الولايات المتحدة عبر الوزير المعني بالشؤون الاستراتيجية، رون درمر، تقضي بعدم وجود مرحلة ثانية من الصفقة. في حديثه مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أكد درمر أن إسرائيل لا تعتبر نفسها ملتزمة بخطة المراحل الثلاثة التي اقترحتها إدارة بايدن، حتى وإن وقع عليها الطرفان.
الخطة التي عرضها نتنياهو تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في عملية سريعة مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، دون الالتزام بمغادرة قطاع غزة. في حال رفضت حماس هذه الخطة، كشفت الصحيفة عن نية إسرائيل تنفيذ “خطة الجنرالات”، والتي تتضمن طرد عشرات الآلاف من سكان شمال قطاع غزة لتمكين الجيش الإسرائيلي من العمل بحرية في حربه ضد إعادة تمركز حماس.
وحسب الصحيفة، سيقوم الجيش الإسرائيلي بتدمير المباني في أجزاء واسعة من القطاع، باستثناء مناطق جنوب غزة حيث ستتوفر المساعدات الإنسانية من الغذاء. يُنتظر أن يتم وضع اللمسات النهائية على هذه الخطة فور تولي رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيلا زامير، مهامه.
مفاوضات مع الولايات المتحدة ومصر: تصعيد دبلوماسي
فيما يخص المفاوضات مع الولايات المتحدة، تعتمد إسرائيل على الضغط من قبل إدارة ترامب على حماس من خلال الوسطاء. من جهة أخرى، تزداد تعقيدات العلاقة مع مصر، التي تشعر بالقلق من وجود القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا بعد الموعد المحدد للانسحاب في 9 مارس. مصر ترى أن الوجود الإسرائيلي في هذا المحور ينتهك اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين، ما قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية تؤثر على العلاقات الثنائية.
مبادرة مصرية للسلام الإقليمي
في المقابل، تسعى مصر لطرح مبادرة سلام إقليمي تشمل عدة بنود رئيسية، منها إنشاء لجنة مدنية لإدارة قطاع غزة، سحب السيطرة من حماس، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى. كما يتم الإشارة إلى منح الرئيس الأمريكي جائزة نوبل للسلام في حال تحقيق نجاح في هذا الملف. ووفقاً للتقارير، يتم الآن بلورة تفاصيل المبادرة في القاهرة، بما في ذلك كيفية الاستجابة للتحديات الأمنية ووضع إطار مدني واضح لإدارة غزة.
حماس: استعداد للإفراج عن الأسرى
من جانبها، تنقل حركة حماس عبر الوسطاء رسائل تشير إلى استعدادها لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين حتى دون التوقيع على اتفاق شامل أو إعلان وقف إطلاق نار دائم، مما يعكس استعدادها لمواصلة المفاوضات في ظل الظروف الحالية.