غارة إسرائيلية تستهدف مقراً للجهاد الإسلامي على مشارف دمشق
شنت طائرات إسرائيلية غارة جوية استهدفت مبنى على مشارف العاصمة السورية دمشق اليوم الخميس الموافق 13 مارس 2025، حيث أكدت مصادر أمنية سورية أن الغارة استهدفت مقراً تابعاً لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. وكشفت التفاصيل أن المبنى المستهدف كان عبارة عن مبنى قديم وغير مأهول يعود للأمين العام للحركة زياد نخالة، في منطقة “مشروع دُمَّر” غرب دمشق، مما أدى إلى تدميره بالكامل وإلحاق أضرار مادية بالمباني المجاورة، دون وقوع إصابات بشرية في صفوف الحركة.
تفاصيل العملية الإسرائيلية وموقع الاستهداف
ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن طائرات إسرائيلية استهدفت مبنى على مشارف دمشق، فيما أكد مصدران أمنيان سوريان لوكالة رويترز أن الغارة استهدفت شخصاً فلسطينياً. وبحسب المعلومات التي نقلتها وكالة رويترز، فإن المبنى الذي تعرض للقصف هو مقر لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. ولم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حول العملية، لكن المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي أفاد بأن طائرات إسرائيلية استهدفت مقر الجهاد الإسلامي في دمشق.
وبحسب تقارير محلية، وقعت الغارة الإسرائيلية بعد ظهر اليوم الخميس في منطقة التراسات في “مشروع دُمَّر” غرب العاصمة السورية دمشق. وقد نشرت حسابات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر موقع الاستهداف، مشيرة إلى أن البناء المستهدف يقع في تلك المنطقة. وتحدثت مصادر محلية عن أن الهجوم أسفر عن اشتعال النيران في المباني السكنية المحيطة، وهرعت فرق الدفاع المدني لإطفاء الحرائق وإنقاذ العالقين.
تصريح ممثل الجهاد الإسلامي في سوريا
وكشف ممثل حركة الجهاد الإسلامي في سوريا، إسماعيل السنداوي، تفاصيل الغارة قائلاً: “الغارة حدثت بعد ظهر اليوم، واستهدفت مبنى للأمين العام للحركة زياد نخالة، وهو مبنى قديم ولا يوجد فيه سكان ولا حتى حراس”. وأوضح السنداوي أن الغارة أسفرت عن تدمير المبنى المؤلف من طابقين، بينما أصيبت الأبنية المجاورة بأضرار مادية. وأكد أن الحادث لم يسفر عن وقوع ضحايا من الحركة، رغم الدمار الذي لحق بالمبنى والأضرار التي طالت المباني المجاورة.
الموقف الإسرائيلي من الغارة
لم تصدر بيانات رسمية من الجيش الإسرائيلي تؤكد مسؤوليته عن الغارة، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صرح قائلاً: “سلاح الجو هاجم دمشق، ولن نسمح لسوريا بأن تصبح تهديداً لإسرائيل”. هذا التصريح يعد إشارة واضحة إلى تبني إسرائيل للغارة، وإلى سياستها المستمرة في مواجهة ما تعتبره تهديدات قادمة من الأراضي السورية.
وقد أفاد المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي بأن طائرات إسرائيلية استهدفت مقر الجهاد الإسلامي في دمشق، مما يعزز التأكيدات بمسؤولية إسرائيل عن هذه الغارة. ويأتي هذا الاستهداف في إطار سلسلة العمليات الإسرائيلية المتواصلة ضد أهداف فلسطينية وإيرانية في سوريا.
السياق: تصعيد الغارات الإسرائيلية على سوريا
تأتي هذه الغارة في سياق تصعيد إسرائيلي متواصل ضد أهداف في سوريا، خاصة منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024. فمنذ ذلك الحين، كثفت إسرائيل من غاراتها الجوية على الأراضي السورية، مستهدفة مواقع تابعة للجيش السوري وكذلك قواعد بحرية وجوية.
وقد شنت إسرائيل على سوريا غارات عدة دمرت خلالها معظم قدرات الجيش السوري، كما تقوم بشكل شبه يومي بعمليات توغل في أرياف القنيطرة ودرعا، واحتلت عدداً من المناطق هناك، وأقامت فيها قواعد عسكرية. ففي وقت سابق، يوم الثلاثاء الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه لأهداف في جنوب سوريا حيث أوضح أن طائراته المقاتلة قامت بقصف أنظمة رادار ومراكز قيادة ومستودعات أسلحة كانت تشكل تهديداً لإسرائيل.
المنطقة الحدودية والتوغل الإسرائيلي
قام الجيش الإسرائيلي بالتوغل في مناطق سورية حدودية عدة، بما في ذلك احتلال المنطقة منزوعة السلاح المحاذية لهضبة الجولان المحتل. وقد أكد مسؤولو إسرائيل أنهم لن يسمحوا بتمركز أي تشكيلات مسلحة أو جماعات متطرفة في الجنوب السوري، مما يشير إلى استمرار العمليات الإسرائيلية في تلك المنطقة.
والغارات الإسرائيلية على سوريا ليست جديدة، إذ سبق وأن استهدفت مئات المواقع المرتبطة بإيران وفصائلها المسلحة في البلاد، بما في ذلك حزب الله، خاصة خلال فترة الحرب الأهلية السورية التي استمرت نحو 14 عاماً. لكن وتيرة هذه الغارات ازدادت بشكل ملحوظ منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي.
تداعيات الغارة على الوضع الإقليمي
تضيف هذه الغارة الإسرائيلية على مقر الجهاد الإسلامي في دمشق بعداً جديداً للتوترات الإقليمية المتصاعدة في المنطقة. فإسرائيل تواصل سياستها في استهداف ما تعتبره تهديدات أمنية مصدرها سوريا، سواء كانت مرتبطة بالفصائل الفلسطينية أو الجماعات المدعومة من إيران، مستغلة حالة الضعف التي تمر بها سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
ومن المرجح أن تزيد هذه الغارة من حدة التوتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خاصة حركة الجهاد الإسلامي التي قد ترد على استهداف مقرها بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، مما قد يفتح جبهة جديدة من المواجهة. كما أنها تأتي في ظل استمرار الصراع في غزة وتصاعد التوترات في الضفة الغربية والحدود اللبنانية.
الخلاصة
تمثل الغارة الإسرائيلية على مقر الجهاد الإسلامي على مشارف دمشق حلقة جديدة في سلسلة الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي السورية. وقد استهدفت الغارة مبنى قديماً وغير مأهول يعود للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، مما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار بالمباني المجاورة، دون وقوع إصابات. وتأتي هذه الغارة في سياق التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد أهداف في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، حيث تهدف إسرائيل إلى منع ما تعتبره تهديدات أمنية قادمة من الأراضي السورية.