في تطور ميداني جديد، أفادت مصادر محلية أن حركة الشباب قد تمكنت من السيطرة بشكل كامل على بلدة أبوري الواقعة في منطقة هيران، على مشارف منطقة بولو بوردي، وذلك بعد انسحاب مفاجئ للقوات الأمنية الفيدرالية والمحلية من المنطقة.
يعد هذا التطور خطوة هامة في سياق التصعيد العسكري المستمر في المنطقة، حيث أن سبب هذا الانسحاب ما يزال غير واضح، مما يثير القلق حول الوضع الأمني في المناطق الوسطى من الصومال.
السيطرة على أبوري:
تمكنت وحدات من حركة الشباب، التي عززت وجودها في المنطقة في الأسابيع الماضية، من دخول أبوري مساء 6 أبريل 2025. وبحسب شهود عيان، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الحركة والقوات الحكومية التي كانت تحرس البلدة، إلا أن هذه القوات فشلت في صد الهجوم واضطرت للانسحاب نحو بلدة بولوبردي المجاورة.
وتمكنت الحركة من السيطرة على مركز الشرطة المحلي بالإضافة إلى مستودع ذخيرة رئيسي، ما يسلط الضوء على طبيعة الهجوم المنظم.

وتشير التقارير الميدانية إلى أن المقاتلين المدربين الذين تم نشرهم في المنطقة هم من ضمن الوحدات الأكثر استعداداً، مما يعكس تزايد قدرة حركة الشباب العسكرية في الفترة الأخيرة. وقد أفاد السكان المحليون بوجود مكثف لمسلحي الحركة في البلدة، ما يزيد من المخاوف حول مستقبل الاستقرار في المنطقة.
تصعيد عسكري في هيران:
يأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه محافظة هيران تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق. فقد بدأت حركة الشباب، منذ أوائل أبريل 2025، بنقل تعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة بيرو يابال، الواقعة على ضفاف نهر شبيلي. وأقامت الحركة نقاط تفتيش متقدمة في هذه المناطق، بالإضافة إلى حفر خنادق دفاعية.
كما وصلت شاحنات محملة بالأسلحة الثقيلة والذخائر إلى المنطقة في إطار تعزيز وجودها العسكري.

هذا التصعيد يأتي في وقت حساس بالنسبة للحكومة الفيدرالية، حيث تواجه الحركة محاولات لاستعادة الأراضي التي فقدتها بعد الهجمات العسكرية السابقة في 2022، التي شنّتها القوات الحكومية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي.
مواجهات في بريابال:
وفي منطقة بريابال المجاورة، تمكن الجيش الوطني الصومالي بالتعاون مع القوات المحلية من صد هجوم آخر شنه مقاتلو حركة الشباب على مواقع استراتيجية في مديرية بولوبردي بمحافظة هيران.
وأكد الجيش الصومالي أنه قد تمكن من قتل نحو 8 مقاتلين من حركة الشباب في المعارك التي اندلعت حول نهر شبيلي. ورغم هذه الخسائر في صفوف الحركة، إلا أن الوجود المتزايد للمقاتلين في المناطق المجاورة يمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن المحلي.

التداعيات الاقتصادية والاجتماعية:
تشير التقارير إلى أن الهجمات الأخيرة لحركة الشباب قد تؤثر بشكل كبير على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في مناطق هيران وشبيلي الوسطى. مع تصاعد النشاط العسكري، تزداد المخاطر التي تواجهها الزراعة والاقتصاد المحلي، حيث تأثرت مئات الأسر في هذه المناطق بسبب النزوح الجماعي الناتج عن استمرار الهجمات.
وقد أصبح المدنيون ضحايا مباشرة لهذا الصراع المتفاقم، في وقت يعاني فيه العديد من الأهالي من صعوبة الوصول إلى الاحتياجات الأساسية بسبب تدمير البنية التحتية ونقص الإمدادات.
ويواجه المواطنون تحديات إضافية مع تزايد المخاوف بشأن الأمن الغذائي والموارد الأساسية مثل المياه والمواد الغذائية، خاصة في المناطق الريفية التي تشكل المصدر الأساسي للزراعة في الصومال.

يستمر الوضع في هيران في التدهور، في وقت يستدعي فيه الوضع الأمني المتفاقم تحركًا دوليًا عاجلًا. يحتاج المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لدعم الحكومة الفيدرالية في مواجهة حركة الشباب وحماية المدنيين في المناطق المتأثرة. علاوة على ذلك، يجب تعزيز التنسيق بين القوات الحكومية والمجتمعات المحلية لمكافحة الخطر المتزايد.
إن تصعيد العمليات العسكرية من قبل حركة الشباب يعكس تغيرًا في استراتيجيتها العسكرية، ويشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار الصومال على المدى الطويل.









