كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تفاصيل اجتماع طارئ وسري عقد في طهران، شهد تحذيرات صريحة وجهها كبار المسؤولين الإيرانيين إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، من أن إيران باتت على حافة الانهيار الاقتصادي والسياسي، وأن رفض التفاوض مع الولايات المتحدة قد يؤدي إلى اندلاع حرب تهدد بقاء النظام الإيراني ذاته.
تغيير نادر في موقف خامنئي
لأعوام، ظل خامنئي يعارض بشدة إجراء أي مفاوضات مباشرة مع واشنطن، واصفا إياها بـ”الحمقاء” و”غير الحكيمة”. لكن، بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ضغوطا غير مسبوقة ومنسقة من رؤساء السلطات الثلاث – التنفيذية والتشريعية والقضائية – إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في النظام، دفعته إلى تغيير موقفه والسماح ببدء التفاوض النووي.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حضر الاجتماع الأخير إلى جانب رئيس السلطة القضائية ورئيس مجلس الشورى “البرلمان”، حيث قدم المجتمعون رسالة واضحة إلى خامنئي مفادها: “التفاوض مع واشنطن بات ضروريا، وإلا فإن سقوط النظام مسألة وقت.”
تحذيرات من الحرب والانهيار الاقتصادي
أوضح المسؤولون خلال الاجتماع أن التهديدات الأمريكية والإسرائيلية بشن هجمات عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو باتت أقرب من أي وقت مضى.
وحذروا من أن فشل التفاوض أو رفضه سيؤدي إلى ضربة عسكرية حتمية ستجبر إيران على الرد، مما قد يشعل حربا إقليمية واسعة النطاق.
وأفاد التقرير أن إيران تواجه حاليا: أزمة اقتصادية خانقة، وانهيار العملة المحلية (الريال) أمام الدولار، ونقصا حادا في الوقود والكهرباء والمياه.
تصاعدا في الاحتجاجات والإضرابات الداخلية
في ظل هذا المشهد المتدهور، نبه المسؤولون إلى أن الحرب على جبهتين – عسكرية في الخارج واضطرابات اجتماعية في الداخل – قد تمثل “تهديدا وجوديا” لإيران
وفي مثل هذه الظروف، سوف تضطر إيران إلى الرد عسكريا. وهو ما قد يؤدي إلى إشعال حرب أوسع وتحطيم اقتصاد البلاد بشكل أكبر، فضلا عن التسبب في احتجاجات وإضرابات داخلية واسعة النطاق.
بداية لمرحلة تفاوضية جديدة
في ختام الاجتماع الذي استمر ساعات، وافق خامنئي – على نحو استثنائي – على إطلاق محادثات مع الولايات المتحدة، في مرحلة أولى بشكل غير مباشر عبر وسطاء، على أن تنتقل لاحقا إلى حوار مباشر بين الجانبين في حال تحقق تقدم ملموس.
ويشير هذا التحول إلى أزمة داخلية عميقة داخل النظام الإيراني، دفعت برموزه إلى مواجهة رأس الهرم السياسي والديني بطلب التراجع عن خطوط حمراء تقليدية، في سبيل إنقاذ النظام من الانهيار.