أعرب رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تحالف “صمود”، عبد الله حمدوك، عن أسفه العميق لاستمرار الصراع الدامي في السودان وتداعياته الكارثية على الشعب والوطن، محذرا من خطورة الإصرار على الحسم العسكري، ومنددا بعودة خطاب الكراهية والممارسات المتطرفة التي تنذر بتحويل السودان إلى بؤرة جديدة للإرهاب.
حرب مستمرة منذ عامين.. وصوت السلاح هو الأعلى
وفي بيان صدر عنه بمناسبة مرور عامين على اندلاع الحرب، قال حمدوك: “تمر علينا الذكرى الثانية لهذه الحرب المدمرة التي اجتاحت بلادنا من أدناها إلى أقصاها”، مضيفا بأسف أن “صوت البندقية هو الأعلى ولا تزال أطراف الحرب تتوعدنا بالمزيد من القتل والدمار”.
اتهام لنظام الإنقاذ وقلق من تنامي الفكر المتطرف
واتهم حمدوك من وصفهم بـ”قوى نظام الإنقاذ البائد” بإشعال نيران الحرب سعيا للعودة إلى السلطة، محذرا من تصاعد ما أسماه بـ”الانتشار الواسع للممارسات الداعشية”، ومعتبرا أنها تعيد السودان إلى مربع الإرهاب والتطرف، ما يهدد بتحويل البلاد إلى “أرض خصبة لجماعات الإرهاب الدولي”.
كما أعرب عن قلقه من العودة إلى نهج النظام السابق في زعزعة الاستقرار الإقليمي والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي، في إشارة إلى التهديدات الأخيرة ضد دول الجوار والدعوى ضد دولة الإمارات.
تحذير من كارثة إنسانية ودعوة لتحرك دولي عاجل
ووصف حمدوك الوضع الإنساني في السودان بأنه “أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم”، مرحبا بمبادرة المملكة المتحدة لعقد اجتماع وزاري في لندن حول الأزمة السودانية، وداعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ قرارات عملية لوقف الحرب وحماية المدنيين.
وقال:”هذه الحرب أشعلتها أياد سودانية، وعلى عاتق السودانيين وحدهم تقع مسؤولية وقفها فورا”.
لا حل عسكري ومبادرة لوقف النزيف
وأكد حمدوك أنه لا يمكن للحرب أن تفضي إلى حل، مهما طال أمدها، مضيفا: “التعنت والإصرار على الحسم العسكري يقف عائقا أمام كل جهود السلام”.
كما جدد تمسكه بمبادرة “نداء سلام السودان” التي أطلقها تحالف “صمود” خلال شهر رمضان الماضي، والتي تدعو إلى: اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي.
اتفاق على هدنة ووقف فوري لإطلاق النار، يعقبه وقف دائم للأعمال العدائية.
سلام شامل وترتيبات دستورية انتقالية، تليها عملية حوار وطني شاملة تؤسس لنظام مدني ديمقراطي فيدرالي وجيش قومي موحد.
دعوة للوحدة ورفض لخطاب الكراهية
ودعا حمدوك كل السودانيين إلى تجاوز الخلافات والعمل معا لوقف النزيف، محذرا من تفشي “خطاب الكراهية والعصبيات القبلية” وارتكاب المجازر، والتي وصفها بأنها “تهدد بتحويل السودان إلى أكبر مهدد للسلم والأمن الدوليين”.
وختم حمدوك بيانه بتأكيد انفتاحه على كل الآراء البناءة، قائلا:
“أثق في إرادة شعبنا ودعمه لكل مبادرة جادة تنقذ السودان من دوامة الحرب والدمار”.