كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، نقلا عن مصادر حكومية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيترأس مساء اليوم (الثلاثاء) اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، لمناقشة التطورات المتعلقة بـ الملف النووي الإيراني والمفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن.
ووفقا للمصدر، يعقد الاجتماع في تمام الساعة الثامنة مساء، ويأتي في ظل توترات متصاعدة بين إسرائيل وإيران، وفي الوقت الذي يتوقع فيه دخول المحادثات الفنية بين واشنطن وطهران مرحلة جديدة يوم الأربعاء، بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنه سيؤيد استخدام القوة العسكرية إذا فشلت المفاوضات.
استعدادات عسكرية ومناورات تحاكي الحرب
وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها قناة “كان”، تحدثت في الأيام الماضية عن تدريبات جوية مكثفة أجراها سلاح الجو الإسرائيلي، شملت محاكاة لهجمات صاروخية وردود على قذائف موجهة ضد قواعد عسكرية إسرائيلية.
وبحسب التقارير، فقد استخدمت في المناورات سيناريوهات تحاكي هجمات إيرانية سابقة جرت في أبريل وأكتوبر من العام الماضي، بما يعكس تحضيرات إسرائيلية متقدمة لأي مواجهة محتملة.
إسرائيل تطلب ضوءا أخضر من واشنطن
بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد سعت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية إلى الحصول على موافقة أميركية لتنفيذ ضربة عسكرية محدودة تستمر لمدة أسبوع ضد المنشآت النووية الإيرانية، في خطوة كانت مقررة مبدئيا خلال شهر مايو المقبل. إلا أن هذه الجهود واجهت معارضة داخل الإدارة الأميركية، وبلغت الخلافات ذروتها قبل زيارة نتنياهو إلى واشنطن.
ورغم أن بعض المسؤولين الأميركيين أبدوا تفهما للمخاوف الإسرائيلية – من بينهم الجنرال مايكل إي. كوريللا، قائد القيادة المركزية، ومايك والتز، مستشار الأمن القومي – إلا أن البيت الأبيض بقيادة ترامب قرر التراجع عن الخطة، مفضلا المسار الدبلوماسي.
لقاء نتنياهو – ترامب وتحول في الموقف الأميركي
في تطور لافت، رفض ترامب في مكالمة هاتفية مع نتنياهو يوم 3 أبريل مناقشة الملف الإيراني، ودعاه بدلا من ذلك إلى زيارة البيت الأبيض، حيث أعلن في 7 أبريل، بحضور نتنياهو في المكتب البيضاوي، أنه سيبدأ مفاوضات مباشرة مع إيران، والتي انطلقت فعلا في 12 أبريل.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن المقترحات العسكرية الإسرائيلية شملت تنفيذ غارات جوية مشتركة وضربات كوماندوز إسرائيلية على منشآت نووية تحت الأرض، إلى جانب غطاء جوي أميركي لحماية القوات المهاجمة. ورغم الجهوزية الإسرائيلية الكاملة، أدى الانقسام داخل الإدارة الأميركية إلى تجميد أي تحرك عسكري مشترك.
قراءة في المشهد
يأتي اجتماع “الكابينت” وسط مناخ مشحون إقليميا، حيث يتزايد القلق الإسرائيلي من التقارب الإيراني الأميركي، خصوصا إذا ما أفضت المفاوضات إلى اتفاق لا يرضي تل أبيب. في المقابل، يواجه نتنياهو ضغوطا داخلية من أطراف في حكومته للمضي قدما في تنفيذ عمل عسكري، حتى بدون دعم أميركي مباشر، وهو ما يضع المنطقة أمام سيناريوهات خطيرة.










