شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال شهر أبريل 2025، حيث هبط سعر خام برنت إلى مستويات تقل عن 70 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى تسجله الأسعار منذ أكثر من عام. هذا الهبوط الحاد جاء نتيجة مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية التي ضغطت على الأسواق بشكل متواصل خلال الأشهر الماضية.
تزايدت إمدادات النفط العالمية، خاصة من الولايات المتحدة التي رفعت إنتاجها بفضل زيادة أنشطة التنقيب غير التقليدية (النفط الصخري)، إلى جانب استمرار بعض دول منظمة أوبك في الإنتاج بمستويات مرتفعة رغم انخفاض الأسعار، مما تسبب في تخمة معروض في الأسواق العالمية.
على الجانب الآخر، أظهرت مؤشرات الطلب تباطؤًا واضحًا، خصوصًا من الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط عالميًا، والتي تعاني من تباطؤ اقتصادي ناجم عن ضعف قطاع العقارات وتراجع الصادرات. كذلك سجل الاتحاد الأوروبي انخفاضًا في الطلب على الطاقة بسبب تباطؤ النشاط الصناعي وارتفاع كفاءة استهلاك الطاقة.
من الناحية الجيوسياسية، شهدت منطقة الشرق الأوسط هدوءًا نسبيًا في النزاعات المسلحة التي كانت تدعم عادة ارتفاع الأسعار، مما ساهم في تهدئة المخاوف المتعلقة بالإمدادات.
تاريخيًا، كانت أسعار النفط حساسة للغاية لمزيج العرض والطلب والتقلبات الجيوسياسية. وفي مثل هذه الحالات من زيادة المعروض وضعف الطلب، تتجه الأسعار عادةً للانخفاض الحاد، كما حدث خلال فترات سابقة مثل انهيار الأسعار عام 2014.
ويشير محللون إلى أن استمرار هذا الاتجاه قد يدفع منظمة “أوبك بلس” إلى عقد اجتماعات طارئة للنظر في تخفيضات إضافية بالإنتاج بهدف دعم السوق، بينما يتوقع آخرون أن تستمر الأسعار في التداول بين مستويات 65 إلى 75 دولارًا للبرميل حتى تتضح الرؤية حول تعافي الطلب العالمي.











