شهد ميناء “الشهيد رجائي” في مدينة بندر عباس جنوب إيران، مساء اليوم السبت 26 أبريل 2025، انفجارا هائلا أدى إلى أضرار مادية واسعة النطاق، وسط حالة من الذعر في صفوف السكان والعاملين بالميناء، بينما لا تزال التحقيقات جارية للكشف عن أسباب الحادث الذي وقع في وقت سياسي حساس.
وأفادت وكالة تسنيم للأنباء التابعة للحرس الثوري، أن الانفجار نجم عن خزان وقود في الميناء “لأسباب غير معروفة”، في حين تناقلت مواقع محلية وشهود عيان روايات تفيد بسماع أصوات صواريخ أو انفجارات متعددة، ما أثار الشكوك حول احتمال وجود هجوم مستهدف.
وأكد المتحدث باسم خدمات الطوارئ أن 47 شخصا أصيبوا على الأقل جراء الانفجار، وفق الإحصاءات الأولية، بينما لم يتم الإعلان حتى الآن عن أي وفيات، في انتظار ما ستكشفه عمليات البحث والإنقاذ المستمرة.
وشهدت صالة الجمارك في الميناء أضرارا جسيمة، حيث تحطمت النوافذ وانهارت أجزاء من المبنى، فيما أفاد نائب مدير موانئ محافظة هرمزجان، إسماعيل مكي زاده، أن الحادث وقع في جزء من الرصيف، وأن فرق الإطفاء والإغاثة تعمل على احتواء الحريق الناجم عنه.
شهود عيان تحدثوا عن “اهتزاز الأرض” في عدد من المناطق المحيطة بالميناء، كما سمع دوي الانفجار في المدن المجاورة لبندر عباس وحتى في جزيرة قشم. وقد أدى ذلك إلى حالة من الهلع بين السكان والموظفين، الذين وصفوا الحادث بأنه “مخيف وغير مسبوق”.
ورغم التقارير الأولية، نفت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط وجود أي علاقة بين الانفجار وبين منشآتها في المنطقة، مؤكدة أن مصافي وخزانات وخطوط أنابيب النفط في بندر عباس “تعمل بشكل طبيعي ودون انقطاع”.
وفي ظل تضارب الأنباء، ذكرت تسنيم في تحديث لاحق أن الانفجار قد يكون وقع في مبنى مكاتب داخل الميناء، مشيرة إلى أن السبب الدقيق لا يزال قيد التحقيق من قبل الجهات المعنية.
وتزامن الحادث مع انعقاد الجولة الثالثة من المحادثات السياسية بين طهران وواشنطن في العاصمة العمانية مسقط، ما أضفى بعدا سياسيا وأمنيا إضافيا على الانفجار، خصوصا مع تساؤلات حول ما إذا كان الحادث مجرد خلل تقني أم عملا تخريبيا محتملا.
وقد تم تعليق كافة الأنشطة في الميناء حتى إشعار آخر، بانتظار استكمال أعمال الإنقاذ وتأمين الموقع، فيما لم تصدر السلطات الرسمية بيانا نهائيا بشأن ملابسات الحادث.










