كشفت وزارة الداخلية المصرية عن ضبط باقي عناصر التشكيل العصابي المتورط في قضية جلب وتصنيع الحشيش الاصطناعي “البودر”، والتي تتهم فيها المنتجة والإعلامية سارة خليفة بقيادة هذه الشبكة الإجرامية.
وقد أفادت الوزارة في بيان رسمي صدر اليوم الثلاثاء بأن إجمالي القيمة المالية للمضبوطات المخدرة وصلت إلى مليار و283 مليون جنيه، وذلك بعد تحريات واسعة أجراها قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة غير المرخصة بالتنسيق مع جهات الوزارة المعنية.
تفاصيل سقوط آخر أعضاء عصابة سارة خليفة
نجحت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، استكمالا لجهودها السابقة، في تحديد وضبط باقي عناصر التشكيل العصابي المتورط في جلب مخدر الحشيش الاصطناعي، وهي القضية التي أثارت الرأي العام بعد اكتشاف تورط المنتجة سارة خليفة فيها.
وقد تم ضبط 420 كيلوجراما من مخدر الحشيش الاصطناعي، بالإضافة إلى كميات متنوعة من المواد المخدرة الأخرى والمواد الخام المستخدمة في خلط وتهيئة المواد المخدرة.
كما شملت المضبوطات 6 سيارات وكمية من المشغولات الذهبية ومبالغ مالية بعملات محلية وأجنبية، تمثل متحصلات النشاط الإجرامي للعصابة.
وفي بيانها الرسمي، أكدت وزارة الداخلية أن قيمة المواد المخدرة المضبوطة في العملية الأخيرة تقدر بـ 863 مليون جنيه، ليصبح إجمالي القيمة المالية للمواد المخدرة المضبوطة في القضية بأكملها حوالي مليار و283 مليون جنيه تقريبا.
كاميرات المراقبة تكشف تحركات الشبكة الإجرامية
ولعبت سجيلات كاميرات المراقبة دورا محوريا في كشف تفاصيل القضية، حيث رصدت لحظات دخول وخروج عدد من الأشخاص، بينهم متهمين في القضية، إلى مسكن المتهمة الرئيسية سارة خليفة الواقع في منطقة التجمع الخامس.
وفي إطار توسيع نطاق التحقيق، قامت النيابة العامة بتفريغ محتوى هذه الكاميرات لرصد حركة الدخول والخروج، مما أسهم في تعقب نشاط أفراد الشبكة الإجرامية وتحديد أدوارهم.
دور سارة خليفة في التشكيل العصابي
وتشير التحقيقات إلى أن سارة خليفة، المنتجة الفنية والإعلامية المعروفة، كانت العقل المدبر لهذا التشكيل العصابي الذي تخصص في تصنيع وترويج مخدر “البودر” (الحشيش الصناعي).
وقد كشفت التحريات التي استمرت لمدة 40 يوما أن المتهمة كانت تقود هذا التشكيل بمعاونة شقيقها محمد وآخرين، منهم “خالد الأبيض”، و”أحمد.ع”، و”إسماعيل.أ”، و”سامح.س” (هارب)، و”دردي العراقي” (هارب).
وأظهرت التحقيقات أن المتهمة كانت تستخدم أساليب متطورة في تهريب المواد الخام وتصنيع المخدرات، حيث كانت تجلب المادة الخام من الصين وتنقلها عبر الإمارات مستغلة بطاقة الإقامة الذهبية التي تمتلكها هناك. وكانت تدخل هذه المواد إلى مصر على أنها مستحضرات تجميل وإكسسوارات نسائية، ثم تقوم بتخزينها وتصنيعها داخل شقة في مدينة السلام تحت إشراف شقيقها.
كما كشفت التحقيقات أن المتهمة كانت تستغل صورتها كإعلامية ومنتجة فنية لتسهيل نشاطها الإجرامي دون إثارة الشبهات، حيث كانت تشرف على توزيع المخدرات في أوساط راقية. ويذكر أن المتهمة سبق وأدينت في عام 2023 بقضية تزوير أوراق رسمية لصالح مغني المهرجانات عصام صاصا.
إنكار المتهمة والتحقيقات الجارية
ورغم الأدلة المرئية والمادية التي توصلت إليها التحريات، نفت سارة خليفة أمام جهات التحقيق أي صلة لها بالقضية، مؤكدة عدم معرفتها بالمضبوطات التي تم العثور عليها.
وخلال التحقيقات، أصرت المتهمة على نفي صلتها بأي نشاط غير قانوني، قائلة: “معرفش حاجة ومليش علاقة بالقضية.
وفي إطار استكمال التحقيقات، قرر قاضي المعارضات بمحكمة جنح القاهرة الجديدة تجديد حبس المنتجة الفنية وآخرين لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات. كما أمرت جهات التحقيق المختصة بالتحفظ على أموال المتهمين وأرصدتهم البنكية، وطلبت النيابة العامة نتائج تحاليل المخدرات للمتهمين لبيان مدى تعاطيهم للمواد المخدرة من عدمه.
قرار حظر النشر وإجراءات النيابة العامة
أصدرت النيابة العامة المصرية قرارا بحظر النشر في قضية المخدرات المتورطة فيها المنتجة الفنية سارة خليفة.
وأهابت النيابة بالجميع عدم تناول أو تداول أي معلومات أو أخبار تتعلق بسير التحقيقات سواء في الوسائل المسموعة أو المقروءة أو المرئية، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لما قد يشكله ذلك من جرائم إفشاء الأسرار والتأثير في الشهود أو الرأي العام.
وقد أوضحت النيابة في بيانها أنها ستتصدى بكل حزم لتلك الجرائم، بضبط مرتكبيها وتقديمهم إلى المحاكمة الجنائية. كما أكدت أنها تباشر التحقيق في واقعة ضبط التشكيل العصابي المتخصص في جلب وتصنيع المواد المخدرة للاتجار فيها، بعد القبض عليهم مؤخرا.










