كشف تقرير لصحيفة “المونيتور” أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق فجر الجمعة، تحمل رسالة واضحة إلى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، مفادها أن إسرائيل قادرة على الوصول إليه في قلب العاصمة، وتحذره من الاستمرار في شن هجمات على الطائفة الدرزية في سوريا.
وأوضح التقرير أن الغارة، التي نفذتها طائرات إسرائيلية بالقرب من القصر الرئاسي دون وقوع إصابات، تهدف إلى تحذير القيادة السورية من إلحاق أي ضرر بالأقلية الدرزية في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: “هذه رسالة واضحة للرئيس السوري أحمد الشرع. الشرع هو المسؤول الوحيد عن سلامة الدروز في سوريا؛ وإسرائيل لن تتردد في الدفاع عن الدروز في سوريا حتى لو تطلب الأمر تدخلًا عسكريًا؛ وفي حين لن نسمح بمجزرة بحق الدروز، لن نسمح للجماعات المتطرفة أيضًا باستغلال الوضع الجديد وإيذائهم”.
وفي السياق ذاته، قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، شريطة عدم الكشف عن هويته: “هذا ليس حدثًا محليًا، وليس صراعًا عابرًا؛ هذه التطورات تحمل إمكانات استراتيجية هائلة؛ لإسرائيل تحالف دموي مع الدروز، وهي ملتزمة بحمايتهم، وإذا لم يُدرك الشرع أنه يلعب بالنار، فسيكتشف ذلك بالطريقة الصعبة”.
وأضاف المصدر السياسي أن “الشرع، من وجهة نظر إسرائيل، يعتبر الدروز حلفاء للحكومة السابقة، وليسوا جزءًا أصيلًا من الأمة السورية. الشرع يعتبر الدروز بمثابة طابور خامس يتعاون مع المصالح الأجنبية، بما في ذلك المصالح الإسرائيلية”.
وأشارت “المونيتور” إلى أن إسرائيل تعتبر نفسها حامية للطائفة الدرزية، التي يخدم أفرادها في الجيش الإسرائيلي، ويبلغ تعدادها في إسرائيل نحو 152 ألف درزي. وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس ورئيس الأركان العامة الفريق إيال زامير بيانات في الأيام الأخيرة حذروا فيها القيادة السورية الجديدة من المساس بالدروز.
وذكر التقرير أن الاشتباكات الأخيرة بين القوات السورية ومسلحين دروز، التي أسفرت عن عشرات القتلى، دفعت زعماء الطائفة إلى اتهام الحكومة بارتكاب “إبادة جماعية”. وأشار إلى أن إسرائيل لا تثق بتصريحات المسؤولين السوريين التي تهدف إلى طمأنة الدروز.
وحذر مسؤول درزي وضابط سابق في الجيش الإسرائيلي من أن أي هجوم على الدروز السوريين، الذين يعيش معظمهم في قرى جنوب دمشق وبالقرب من الحدود الإسرائيلية، يشكل خطرًا على إسرائيل.
وخلص التقرير إلى أن الغارة الإسرائيلية قرب القصر الرئاسي تحمل “رسالة تهديد واضحة” للرئيس الشرع، وتؤكد على التزام إسرائيل بحماية الدروز في سوريا.