ترامب يعيد إشعال أزمة التسمية: الخليج العربي أم الفارسي؟ تداعيات القرار الأمريكي على الصراع الجيوسياسي
في خطوةٍ استفزازية أعادت إحياءَ واحدةٍ من أقدم النزاعات الجيوسياسية في المنطقة، أعلنت الإدارة الأمريكية عزمها اعتمادَ تسمية “الخليج العربي” رسمياً بدلاً من “الخليج الفارسي”، وفقاً لتسريباتٍ لمسؤولين في البيت الأبيض. يأتي هذا الإعلان المُتوقَّع خلال الجولة الخليجية للرئيس دونالد ترامب التي تشمل السعودية وقطر والإمارات، في محاولةٍ لتعزيز التحالف مع الحكومات العربية على حساب العلاقات مع إيران. تُعيد هذه الخطوة إلى الواجهة صراعاً تاريخياً حول الهوية الثقافية والسياسية للمنطقة، مع تداعياتٍ محتملة على الاستقرار الاقتصادي والأمني في ممراتٍ تجارية حيوية مثل مضيق هرمز.
جذور النزاع: من بلينيوس الروماني إلى صراعات القرن الحادي والعشرين
يعود الخلاف على تسمية الخليج إلى أكثر من ألفي عام، حيث تشير الوثائق التاريخية إلى أن المؤرخ الروماني بلينيوس الأصغر كان أول من استخدم مصطلح “الخليج العربي” في القرن الأول الميلادي. من ناحيةٍ أخرى، تدافع إيران عن التسمية الفارسية مستندةً إلى إرث الإمبراطورية الأخمينية التي سيطرت على المنطقة منذ القرن السادس قبل الميلاد. تحوَّل هذا النزاع اللغوي إلى قضيةٍ سياسية ساخنة في الستينيات مع صعود القومية العربية، حيث بدأت الدول الخليجية تشجع استخدام التسمية العربية في مناهجها التعليمية ووسائل إعلامها.
الحرب الباردة الخليجية: خرائط جوجل ساحة معركة جديدة
لم يعد النزاع مقتصراً على الكتب التاريخية، ففي عام 2012 هدَّدت إيران بمقاضاة شركة جوجل بسبب حذفها أي إشارةٍ لاسم الخليج من خرائطها الإلكترونية. اليوم، تعكس خياراتُ المنصات الرقمية هذا الانقسام: فبينما تستخدم خرائط “آبل” التسمية الفارسية حصرياً، تعرض “جوجل” الاسمين معاً في نسختها الأمريكية. تُظهر هذه الحالة كيف أصبحت التكنولوجيا الحديثة أداةً في الصراع على الهوية، حيث تتحول البكسلات الرقمية إلى ساحاتٍ للصراع الجيوسياسي.
السياق الأمريكي: ترامب يعيد رسم الخرائط بالدولار
يأتي قرار ترامب في إطار استراتيجيةٍ أوسع لتعزيز التحالف مع الدول الخليجية، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى جذب استثماراتٍ تقدر بمليارات الدولارات في البنية التحتية الأمريكية.










