شهد سعر الدولار في مصر اليوم السبت 10 مايو 2025 استقراراً عند مستويات مرتفعة تاريخياً، حيث سجل في معظم البنوك المصرية بين خمسين جنيهاً وخمسة وخمسين قرشاً وخمسين جنيهاً وأربعة وسبعين قرشاً للشراء، وبين خمسين جنيهاً وسبعة وستين قرشاً وخمسين جنيهاً وأربعة وثمانين قرشاً للبيع، بينما لامس في بعض البنوك حاجز واحد وخمسين جنيهاً وخمسة قروش للبيع، في سابقة تعكس عمق التحولات النقدية والاقتصادية التي تمر بها البلاد. هذه القفزات تضع الاقتصاد المصري أمام تحديات جديدة، خاصة مع استمرار الضغوط التضخمية وتغيرات السياسة النقدية محلياً وعالمياً.
أحدث أسعار الدولار اليوم في البنوك المصرية
سجل الدولار في البنك الأهلي المصري خمسين جنيهاً وسبعة وخمسين قرشاً للشراء وخمسين جنيهاً وسبعة وستين قرشاً للبيع. وفي بنك مصر سجل نفس الأسعار تقريباً. أما البنك المركزي المصري فسجل خمسين جنيهاً وخمسة وخمسين قرشاً للشراء وخمسين جنيهاً وتسعة وستين قرشاً للبيع. في البنك التجاري الدولي وبنك الإسكندرية، استقر السعر عند خمسين جنيهاً وسبعة وخمسين قرشاً للشراء وخمسين جنيهاً وسبعة وستين قرشاً للبيع. بينما سجل مصرف أبوظبي الإسلامي خمسين جنيهاً وخمسة وستين قرشاً للشراء وخمسين جنيهاً وخمسة وسبعين قرشاً للبيع. وفي بنك إتش إس بي سي، سجل الدولار واحد وخمسين جنيهاً وخمسة قروش للشراء وواحد وخمسين جنيهاً وخمسة عشر قرشاً للبيع. أما بنك قناة السويس فسجل خمسين جنيهاً وثمانية وخمسين قرشاً للشراء وخمسين جنيهاً وثمانية وستين قرشاً للبيع.
خلفيات: سياسات النقد في مصر والتحولات الكبرى
مرت السياسة النقدية في مصر بتحولات جذرية منذ التسعينيات. حتى مطلع التسعينيات، كان الاقتصاد المصري يعتمد على نظام سعر الصرف الثابت، مع سيطرة حكومية واسعة على القطاع المالي، ما أدى إلى تعدد أسعار الصرف وظهور السوق السوداء. هذا الوضع دفع الحكومة إلى تخفيض قيمة الجنيه عدة مرات بين عام ألف وتسعمائة وستة وثمانين وألف وتسعمائة وواحد وتسعين، مع استمرار عجز الموازنة وتمويله عبر البنك المركزي، مما أضعف فعالية السياسة النقدية.
في يناير عام ألفين وثلاثة، اتخذت الحكومة قرار تعويم الجنيه ليُحدد سعره وفقاً لقوى العرض والطلب، ثم أطلق البنك المركزي نظام الممر لإدارة أسعار الفائدة قصيرة الأجل في عام ألفين وخمسة، وبدأت مرحلة جديدة من استهداف التضخم كهدف رئيسي للسياسة النقدية. ورغم الإعلان عن التعويم، إلا أن التطبيق كان أقرب إلى التعويم المدار، واستمر التدخل الحكومي لضبط السوق.
في نوفمبر عام ألفين وستة عشر، شهدت مصر قرار التعويم الكامل للجنيه، ما أدى إلى انخفاض قيمته بنسبة تجاوزت مئة في المئة خلال أيام، وقفز الدولار من ثمانية جنيهات وثمانين قرشاً إلى نحو ثمانية عشر جنيهاً، ثم استمر في الارتفاع لاحقاً. رافق ذلك ارتفاع غير مسبوق في معدلات التضخم، حيث وصلت إلى ثلاثة وثلاثين في المئة في العام التالي، ما أثر بقوة على القوة الشرائية للأسر، خاصة الفقيرة والمتوسطة.
ورغم أن تحرير سعر الصرف ساهم في القضاء على السوق السوداء وجذب الاستثمارات الأجنبية، إلا أن أثره على الصادرات كان محدوداً، ولم ينعكس بشكل واضح على معدلات التوظيف. كما أدى انخفاض الجنيه إلى زيادة تكلفة السلع المستوردة، وارتفاع أسعار المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، ما ضاعف الضغوط على الصناعة المحلية.
استجابة لارتفاع التضخم، اتخذ البنك المركزي المصري عدة إجراءات، أبرزها رفع أسعار الفائدة وتشديد السياسة النقدية. وفي أبريل ألفين وخمسة وعشرين، قررت لجنة السياسة النقدية خفض أسعار العائد الأساسية بواقع مئتين وخمس وعشرين نقطة أساس، في محاولة لتحقيق توازن بين دعم النمو الاقتصادي وكبح التضخم. ومع ذلك، لا تزال معدلات التضخم مرتفعة، حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن تتراوح بين ثلاثة عشر في المئة وواحد وعشرين في المئة خلال العام المالي ألفين وأربعة وعشرين وألفين وخمسة وعشرين.
العوامل المؤثرة في سعر الدولار اليوم
من أبرز العوامل التي تؤثر في سعر الدولار في مصر اليوم زيادة الطلب على العملة الأجنبية في ظل تراجع موارد النقد الأجنبي مثل السياحة والصادرات وتحويلات العاملين بالخارج، إلى جانب قرارات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة وسياسات التدخل في سوق الصرف. كما أن ارتفاع أسعار السلع والخدمات محلياً يضغط على الجنيه ويدعم ارتفاع الدولار، بالإضافة إلى تقلبات الأسواق الدولية وتغيرات أسعار الفائدة عالمياً التي تؤثر على تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية.
توقعات مستقبلية لسعر الدولار والجنيه
تشير استطلاعات المؤسسات المالية إلى أن الجنيه المصري سيظل تحت الضغط خلال عام ألفين وخمسة وعشرين، مع إمكانية ارتفاع سعر الدولار إلى مستويات تتراوح بين خمسين وخمسة وخمسين جنيهاً بنهاية العام، وربما يتجاوز ذلك في سيناريوهات أكثر تشاؤماً. ويرتبط تحسن الجنيه بزيادة التدفقات الأجنبية واستقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية.
الخلاصة
سعر الدولار في مصر اليوم يلامس مستويات تاريخية غير مسبوقة، مسجلاً نحو خمسين جنيهاً وأربعة وسبعين قرشاً للشراء وخمسين جنيهاً وأربعة وثمانين قرشاً للبيع في بعض البنوك، مع توقعات بمزيد من التقلبات خلال الأشهر المقبلة. وتبقى السياسات النقدية، ومدى نجاح الحكومة في احتواء التضخم وجذب الاستثمارات، هي العوامل الحاسمة في تحديد مستقبل الجنيه المصري أمام الدولار.
كلمات مفتاحية لتحسين محركات البحث: سعر الدولار اليوم، سعر الدولار في مصر، سعر الدولار مقابل الجنيه، سعر الدولار في البنوك، توقعات سعر الدولار، سياسات النقد في مصر، سعر الدولار الآن











